اللغة :
المدخل بضم الميم من ادخل ، وهو اسم مكان ، والمراد به هنا الجنة .
الإعراب :
ليرزقنهم اللَّه اللام جواب لقسم محذوف ، والقسم وجوابه خبر الذين هاجروا .
ومدخلا مفعول فيه . وذلك خبر لمبتدأ محذوف أي الأمر ذلك . فتصبح بالرفع لأن ألم تر لفظه الاستفهام ومعناه الخبر .
المعنى :
( والَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وإِنَّ اللَّهً لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) للهجرة في سبيل اللَّه مظاهر ، منها ان يخرج الإنسان من وطنه مجاهدا أهل البغي والضلال ، ومنها أن يفر بدينه ممن يصده عن القيام بواجبه ، وفي حكمه من هاجر لطلب العلم بالدين من أجل الدين ، أو لطلب الرزق الحلال ، أو لأداء فريضة الحج ، فأي واحد من هؤلاء ومن إليه إذا قتل أو مات في هجرته فان له عند اللَّه ما للشهداء من الأجر العظيم والرزق الكريم .
وتكلمنا عن الهجرة مفصلا عند تفسير الآية 195 من سورة آل عمران ج 2 ص 233 ، والآية 97 من سورة النساء في المجلد المذكور ص 417 وما بعدها .
( لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وإِنَّ اللَّهً لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ) . المراد بالمدخل الجنة ، وبداهة ان من دخلها سعد بها ، ولا يرضى عنها حولا ( ذلك ) إشارة إلى ما ذكره سبحانه من ان من هاجر في سبيله وقتل أو مات فان له ما يرضيه عند خالقه ( ومَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ) أي قاتل دفاعا عن نفسه ( ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ ) لا لشيء إلا لأنه لم يستسلم للظلم والعدوان ( لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ ) أي انه تعالى ينصر المبغي عليه ، وينتقم له من الباغي ( وإِنَّ اللَّهً لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) فيه إيماء إلى