responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 338


جدوى من السمع والبصر إذا عميت البصيرة ؟ فان الأذن والعين وسيلة وأداة ، والعقل هو الأصل .
( ويَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ ) . الخطاب لمحمد ( ص ) ، وواو الجماعة لمشركي قريش ، وكان النبي يتوعدهم بالعذاب ان أصروا على الشرك ، وكانوا يقولون له ما قاله الأولون لكل نبي حين ينهاهم عن الشرك ، ويتوعدهم عليه : ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين ( ولَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ) . فالتعجيل أو التأجيل ليس بالشيء المهم ما دام الوفاء بالوعد كائنا لا محالة . . وتجدر الإشارة إلى ان الوعد من اللَّه بالثواب على الطاعة هو حق للعبد المطيع لا يمكن الخلف فيه ، أما وعيده تعالى بالعقاب على المعصية فحق للَّه على العبد العاصي ان شاء عفا ، وان شاء عاقب إلا إذا سبق منه القول : انه لن يعفو كما في الآية التي نحن بصددها حيث نفى الخلف فيما وعد به من عذاب قريش لموقفها من رسول الرحمة .
( وإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) . يقول سبحانه للمشركين :
علام تستعجلون عذاب الآخرة ، ويوم واحد منه أشد عليكم من عذاب ألف سنة من سني الدنيا ، وبالاختصار فان ألف سنة كناية عن هول اليوم الآخر ( وكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وإِلَيَّ الْمَصِيرُ ) . تقدم مثله في الآية 45 من هذه السورة ، وفي هذا المقطع بالذات ، وأعاد سبحانه لتأكيد الانذار والتخويف ( قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) . هذه هي مهمة الأنبياء : التبليغ عن اللَّه وإنذار من أعرض وتولى ، وتكرر هذا المعنى بأساليب شتى .
( فَالَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ورِزْقٌ كَرِيمٌ ) المعنى واضح وتقدم في العديد من الآيات ، منها الآية 25 من سورة البقرة ( والَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ) . سعوا أي اجتهدوا ، والمعاجز المغالب .
والمعنى ان المشركين دائموا الإقامة في النار ملازمون لها إلى ما لا نهاية لأنهم عاندوا الرسول ، وبذلوا الجهود لإعجازه عن تبليغ رسالات ربه وصد الناس عنها .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست