الأساس ، وهذا إثم عظيم ما في ذلك ريب . . ولكن إثم المشرك أعظم لأن الاشراك انكار للخالق الواحد من جهة ، واثبات النقص للموجود من جهة ثانية .
( ذلِكَ ومَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) . شعائر اللَّه وحرماته بمعنى واحد ، وتكلمنا عنها في تفسير الآية السابقة ، وليس من شك انه لا يطيع احكام اللَّه الا المتقون المخلصون ، ومن تعظيم شعائر اللَّه وإطاعة أحكامه ان تذبح السمين السليم من الانعام أيام الحج ، قال رسول اللَّه ( ص ) : لا تضح بالعرجاء ولا العجفاء ، ولا الخرقاء ، ولا الجذاء ، ولا العضباء . والعجفاء الهزيلة ، والخرقاء هي التي لا إذن لها . أو مخرومة الإذن ، والجذاء مقطوعتها ، والعضباء مكسورة القرن .
( لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) . ضمير فيها يعود إلى ذبائح الحج ، والى أجل مسمى أي وقت نحرها أو ذبحها ، والمعنى ان للحاج ان ينتفع بلبن أضحيته وظهرها إلى حين النحر والذبح . وفي تفسير الرازي ان رسول اللَّه مر برجل يسوق بدنة ، وهو في جهد ، فقال له : اركبها . قال الرجل : انها هدي يا رسول اللَّه ، فقال له : اركبها ويلك ، ثم قال الرازي : وأبو حنيفة لا يجيز ذلك ، واحتج بأنه لا يجوز أن يؤجرها ، فإذن ، لا يجوز أن يركبها ، ورد الرازي على أبي حنيفة بأن هذا ضعيف لأن أم الولد من الإماء لا تباع ، ومع ذلك يجوز الانتفاع بها . ( ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) أي ان مكان ذبح الانعام هو بيت اللَّه الحرام ، والمراد به الحرم كله ، ومنه منى ، وفي الحديث منى كلها منحر .
( ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً ) . المراد بالمنسك هنا النسك بذبح الأنعام بدليل قوله تعالى بلا فاصل : ( لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعامِ ) .
والمعنى لا بدع في الأضحية فلقد كانت مشروعة في الأديان السابقة ( فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ ) فلا تذكروا اسم غيره على ذبائحكم ( فَلَهُ أَسْلِمُوا ) انقادوا لأمره وأخلصوا له في القول والفعل .
( وبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ والصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ والْمُقِيمِي الصَّلاةِ ومِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ) . بشّر يا محمد بالجنة من تواضع للَّه ،