ذي الحجة ، والمعدودات أيام الذبح والنحر على الخلاف الذي أشرنا إليه في انها أربعة أو ثلاثة .
( فَكُلُوا مِنْها وأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ) . اتفق الفقهاء على وجوب اطعام الفقير من أضحية الحج ، واختلفوا في وجوب أكل صاحبها منها ، ونحن مع القائلين بعدم الوجوب عليه ، وان الأمر متروك إلى إرادته ، ان شاء أكل منها ، وان شاء تصدق بأجمعها ، أما قوله تعالى : ( فَكُلُوا مِنْها ) فقد جاء لرفع توهم تحريم الأكل منها ، حيث كان أهل الجاهلية لا يأكلون من أضاحيهم زاعمين ان ذلك محرم عليهم ، فنبه سبحانه بقوله : فكلوا منها ، إلى خطئهم .
( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) لا يجوز للحاج أيام إحرامه أن يحلق رأسه أو يقلم أظافره أو يتطيب ، بل قال الفقهاء أو أكثرهم : ان قتل هو أم الجسد كالقمل حرام ، فإذا انتهت أيام الإحرام حل له ما كان محرما عليه ، فيحلق ويقلم أظافره وغير ذلك ، والى هذا أشار سبحانه بقوله : ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) . ( ولْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) ان كانوا قد نذروا شيئا من أعمال البر أيام الحج أو قبلها ، فان كثيرا من الناس ينذرون الصدقات وغيرها من أعمال الخير ان رزقهم اللَّه الحج ( ولْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) أي القديم لأنه أول بيت وضع للناس ، وذكر سبحانه الطواف في صيغة المبالغة حيث يستحب الإكثار منه ، كما يستحب الإكثار من الصلاة ، فلقد اشتهر عن نبي الرحمة ( ص ) انه قال : الطواف بالبيت صلاة .
حُرُماتِ اللَّهِ وشَعائِرَه الآية 30 - 35 ذلِكَ ومَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثانِ واجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ( 30 ) حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ومَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ ( 31 ) ذلِكَ ومَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ( 32 ) لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ( 33 ) ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ( 34 ) الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ والصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ والْمُقِيمِي الصَّلاةِ ومِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ( 35 )