responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 295


ومغاضبا حال من الضمير في ذهب . وان لا إله إلا أنت ( ان ) بمعنى أي مفسرة لنوع النداء . وفردا حال . ورغبا ورهبا مفعول من أجله ليدعوننا .
المعنى :
( وأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ ) . قال المفسرون والرواة الكثير عن أيوب ، وتفننوا بالقول . .
والذي دلت عليه الآيات تصريحا وتلويحا هنا وفي سورة ص ان أيوب كان في عافية وهناء ، ثم تراكم عليه البلاء ، وأحاط به من كل جانب ، حتى صار مضرب الأمثال ، فأصيب بنفسه وأهله ، فصبر صبر الأحرار ، وبقي على ثقته ويقينه باللَّه لا يشغله عن طاعته حزن ولا ألم ، ولما طال عليه الأمد ، واشتدت وطأة الآلام ، ولم يجد منها مخرجا شكا أمره إلى اللَّه بكلمتين : مسني البلاء ، وأنت رحيم وكريم . . قال : مسني ، ولم يقل : تفاقم وتراكم كيلا تشعر شكواه بالضجر وعدم الصبر ، فاستجاب سبحانه إلى شكواه ، وكشف بلواه ، وأعاده إلى أحسن مما كان .
( وآتَيْناهُ أَهْلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وذِكْرى لِلْعابِدِينَ ) . رزقه اللَّه من الأولاد والأحفاد ضعف من فقده منهم رحمة به وجزاء على صبره ، وتذكيرا بأن من صبر كما صبر أيوب تكون عاقبته تماما كعاقبته ، وخص سبحانه العابدين بالذكر للإشارة إلى ان اللَّه مع الصابر المحتسب المخلص له في أقواله وأفعاله .
هذا مجمل ما دلت عليه الآيات المتعلقة بأيوب ، ولم تتعرض للتفاصيل التي ذكرها الرواة والقصاصون لأنها لا تتصل بالعقيدة ولا بالحياة من قريب أو بعيد ، ومن طريقة القرآن أن يذكر من القصة ما فيه عبرة نافعة ، وعظة رادعة .
( وإِسْماعِيلَ وإِدْرِيسَ وذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ وأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ ) . صبر إسماعيل على الانقياد للذبح ، وصبر في بلد لا زرع فيه ولا ضرع ، وذكرنا إدريس عند تفسير الآية 56 من سورة مريم ، أما ذو الكفل فقال الأكثرون : انه نبي ، وقال جماعة : انه عبد صالح وليس بنبي ، ونحن نؤمن بأنه من الصابرين الصالحين تبعا لنص القرآن ، ولسنا بمسؤولين عن غير ذلك .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست