responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 291


حال من الريح . ومن الشياطين متعلق بفعل محذوف . ومن يغوصون ( من ) مفعول لفعل محذوف أي وسخرنا من الشياطين ، ويجوز أن تكون ( من ) مبتدأ ومن الشيطان خبر والجملة مستأنفة . ودون ذلك متعلق بمحذوف صفة لعمل .
المعنى :
( وداوُدَ وسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ ) . اشتهر على ألسن الرواة ان رجلين تخاصما إلى داود ، أحدهما صاحب زرع ، والثاني صاحب غنم ، قال صاحب الزرع : ان غنم هذا رعت زرعي في الليل ، وبعد ان ثبت ذلك عند داود قضى بالغنم لصاحب الزرع ، ولما علم سليمان قال لأبيه : الأرفق بالرجلين ان يأخذ صاحب الأرض الغنم لينتفع بها ، لا على سبيل الملك ، وان يأخذ صاحب الغنم الأرض ليصلحها حتى يعود الزرع كما كان ، وعندها يترادان ، فيأخذ هذا غنمه ، وذاك زرعه . فاستحسن داود حكم ولده ، ورجع إليه . وظاهر الآية يتفق مع هذه الرواية ، وقد ثبت عن الرسول الأعظم ( ص ) انه قال : ما وافق القرآن فخذوه ، وما خالفه فدعوه .
وتسأل : ان كلا من داود وسليمان نبي ، والنبي معصوم عن الخطأ بخاصة في الأحكام الشرعية ، وحكم الواقعة الواحدة واحد ، فما هو الوجه للاختلاف في الحكم بين داود وولده سليمان ؟ .
وأجاب البعض بأن قول داود كان صلحا بين الطرفين ، لا حكما . . ويلاحظ بأن الصلح يكون على بعض الشيء المتنازع ، وليس على جميعه ، والمفروض ان داود لم يبق لصاحب الغنم غنمة واحدة . . وقال آخرون : كل من داود وسليمان حكم باجتهاده . ويبتني هذا القول على ان النبي يجتهد كغيره من العلماء إذا أعوزته النصوص ، ولا يلتفت إلى هذا الرأي لأن الاجتهاد انما يكون مع عدم النص ، وقول النبي نص يدل على الحق ، ولأن الاجتهاد يحتمل فيه الخطأ ومخالفة الواقع ، وهذا لا يصح بحق المعصوم .
وقال جماعة : ان الحكم كان على ما قال داود ، ثم نسخ بما قال سليمان . .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست