responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 26


أنظر ج 3 ص 465 . وصدر كتاب جديد بقلم « ويلفريد سميث » جاء فيه « إن المسلمين قادرون بحسب دينهم على التكيف الحضاري مع متطلبات العلم الحديث ، والأسهام في خلق مجتمع يسوده التقدم الاجتماعي والعدل والكرامة » .
( وأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً ) . لا فرق بين من كفر باللَّه ، ومن كفر باليوم الآخر ، لأن الكفر بإعادة الخلق بعد فنائه معناه ان اللَّه عاجز عن ذلك ، وهذا عين الكفر باللَّه . قال الإمام علي ( ع ) : عجبت لمن شك في اللَّه ، وهو يرى خلقه ، وعجبت لمن أنكر النشأة الآخرة ، وهو يرى النشأة الأولى .
( ويَدْعُ الإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ ) . في هذه الحياة حزن وفرح ، ولذة وألم ، ولا شيء منهما بدائم ، ومن هنا قيل : الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك . ولكن بعض الناس إذا تألموا من شيء انهارت أعصابهم ، وظنوا انهم في مشكلة لا تحل ، فيدعون بالشر على أنفسهم ، كما يدعون لها بالخير . . وهذا ضرب من الجهل والحمق ، ولو صبروا قليلا لذهبت آلامهم مع الأيام ( وكانَ الإِنْسانُ عَجُولاً ) في دعائه بالشر على نفسه من غير صبر وترو . . وتجدر الإشارة إلى أن المراد بالإنسان بعض أفراده . وفي نهج البلاغة : « لا تستعجلوا ما هو كائن مرصد ، ولا تستبطئوا ما يجيء به الغد ، فكم من مستعجل بما أدركه ودّ أنه لم يدركه » .
( وجَعَلْنَا اللَّيْلَ والنَّهارَ آيَتَيْنِ ) دالتين على وجود اللَّه ، لأن تناسقهما وتعاقبهما وفقا لقوانين ثابتة ، ونظام دائم ، من ألوف السنين لا يختلف سنة عن سنة ، كل ذلك وما إليه دليل قاطع على وجود مدبر حكيم ، ومهندس عليم .
وتجدر الإشارة إلى أن اللَّه سبحانه يدعو العلماء وأهل الفكر إلى الايمان به عن طريق التدبر والتفكر في خلق السماوات والأرض ، وما فيهما من نظام ودقة واحكام ، كتعاقب الليل والنهار وغيره من المظاهر الكونية ، أما البسطاء السذج فيدعوهم إلى الايمان عن طريق التذكير بنعمته وإفضاله عليهم ، كقوله تعالى : « فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ » - قريش . نقول هذا مع علمنا بأنه لا مانع من الجمع .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست