responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 255


لأن اللَّه سبحانه أراد أن يمتحنهم بالمال ليظهروا على حقيقتهم ، ويجازيهم اللَّه على طغيانهم ، قال الإمام علي ( ع ) : ان اللَّه يختبرهم بالأموال والأولاد ليتبين الساخط لرزقه والراضي بقسمه ، وان كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم ، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب . وفي تفسير الطبري ان رسول اللَّه ( ص ) أرسل إلى يهودي يستدين منه ، فأبى الا برهن ، فحزن رسول اللَّه ( ص ) فنزلت الآية . وسواء أصحت هذه الرواية ، أم لم تصح فإنها أوضح مثال لقوله تعالى :
« ولا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا » .
فقر النبي معجزة كبرى :
نحن الآن في سنة 1969 ، ومن حوالي 35 سنة كتب الأديب الشهير مصطفى صادق الرافعي مقالين عن فقر النبي ( ص ) بعنوان « سمو الفقر » نقتطف منهما الجمل التالية بشيء من التصرف في بعض الألفاظ بقصد الإيضاح :
من تهكم الحياة بأهلها أن يكون الفقير فقيرا ، وهو يعلم ان صناعته في المدنية عمل الغنى للأغنياء ، وأن يكون الغني غنيا ، وهو يعلم ان عمله في المدنية صنعة الفقر لضميره . . ومحمد ( ص ) عاش فقيرا ، ولكن فقره يعد من معجزاته الكبرى التي لم يتنبه إليها أحد إلى الآن . . كان محمد ( ص ) يملك المال ، ولكنه كان أجود به من الريح ، لا يدعه يتناسل عنده ، بل ولا يستقر إطلاقا .
كان - وهو سيد أمته وصاحب شريعتها - رجلا فقيرا يكدح لعيشه ، يجوع يوما ، ويشبع يوما ، وهدفه الأول من وراء ذلك أن يثبت وحدة الانسانية ، ويقر التوازن بين أفرادها ، وان يعلم كل انسان ان حل مسائله الشخصية وحدها هو تعقيد لمسائل المجتمع ، وان مصلحته في حقيقتها وواقعها هي التي تلد لغيره مصلحة مثلها لتحيا بها ومعها ، لا أن تأكل مصلحة غيره ليهلكا معا .
( وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها ) . والصبر على الصلاة ان لا يؤثر عليها أي عمل من الأعمال . وفي تفسير الرازي : ان رسول اللَّه ( ص ) كان بعد نزول هذه الآية يذهب إلى فاطمة وعلي ( ع ) كل صباح ويقول : الصلاة الصلاة ،

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست