responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 249


التحاما كليا بالعمل النافع في الحياة الدنيا ، قال رسول اللَّه ( ص ) : خير الناس عند اللَّه أنفع الناس للناس ، وليس من شك ان أنفع الناس هو الذي يعمل من أجل حياة أفضل ، ومجتمع أرقى .
وكل شيء في هذا العصر يدل بوضوح على انه لا حياة فاضلة للإنسان إلا بالعلم . . من غير فرق بين حياته المادية والاجتماعية والثقافية ، فكما ان المجتمع ، أي مجتمع ، لا يمكنه أن يحيا حياة طيبة بلا مطابع ولا مصانع تنتج الملابس ووسائل النقل والأدوات المنزلية وغيرها من الضرورات ، كذلك لا يمكنه أن يعيش حرا كريما بلا علم السياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها من العلوم التي لها أثرها الفعال في القضاء على استغلال الإنسان للإنسان .
هذا هو العلم الصحيح ، وهو المقصود من كلمة العلم في قوله تعالى : « وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً » ، وقول الرسول الأعظم : « من سلك طريقا إلى العلم سلك به طريقا إلى الجنة » . ومن فسر العلم بحفظ المتون والحواشي فهو من الذين يؤمنون بأن العلم ألفاظ وكلمات ، والدين تكبير وتسبيحات .
( ولَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) . والعهد الذي عهده اللَّه لآدم هو ان لا يقرب من الشجرة المعهودة ، ولا يستجيب لدعوة إبليس ووسوسته ، والمراد بنسي خالف ، وبالعزم الثبات ( وإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى ) . تقدم في الآية 34 من سورة البقرة ج 1 ص 82 والآية 10 من سورة الأعراف و 30 من سورة الحجر و 61 من سورة الإسراء و 51 من سورة الكهف .
( فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ ولِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها ولا تَعْرى وأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها ولا تَضْحى ) أي لا تكدح في حر الشمس ، وخص الضحى بالذكر حيث يكون الحر فيه على أشده . . حذر سبحانه آدم من وسوسة إبليس ، وقال له : أنت بين أمرين : إما ان تطيعني وتعصي إبليس ، فجزاؤك عندي هذه الجنة ، وهي - كما رأيت - هناء وصفاء . .
لا جوع فيها ، ولا ظمأ ، ولا عري ، ولا مرض . . لا آلام وأحزان ، لا موت ودماء ودموع ، ولا كدح في حر ولا برد . . لا شيء إلا الأمن والأمان

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست