responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 212


من غير آفة وعاهة ، وكانت يد موسى سمراء لأنه كان أسمر ، ولما أدخل يده في جيبه وأخرجها سطع منها نور كضوء الشمس . وتقدم نظيره في سورة الأعراف الآية 107 ج 3 ص 375 .
( اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى ) . أمر اللَّه موسى أن يردع فرعون عن ظلمه وطغيانه ، وهو صاحب الحول والطول الذي قال : أنا ربكم الأعلى . . ما علمت لكم من إله غيري . . والذي قال لموسى : « أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً ولَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ 18 - الشعراء . نشأ موسى في قصر فرعون كيتيم ، ثم مشردا يأكل بقلة الأرض « ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفاف صفاف بطنه لهزاله ، وتشذّب لحمه » كما قال الإمام علي ( ع ) [1] حتى استغاث باللَّه ، وسأله لقمة العيش : رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ » - 24 القصص . قال الإمام :
واللَّه ما سأله إلا خبزا يأكله . . وقد استجاب اللَّه دعاءه ، فوجد الخبز عند شعيب على أن يعمل راعيا لماشيته . . هذه هي دنيا موسى بن عمران : وضع في تابوت وقذف به في البحر ساعة ولادته ، ثم نشأ يتيما في بيت فرعون ، ثم مشردا بائسا يجوب الفلوات ، ويقتات من نبات الأرض ، ثم راعيا للغنم .
أهذا الضعيف الذي لا يملك شيئا من حطام الدنيا يذهب إلى فرعون صاحب الحول والطول ليصده عن غيه وجبروته ؟ ولكن هذا ما حصل ، فلقد ذهب موسى إلى فرعون وملئه بعصاه فلقفت ما يأفكون ، وبيده البيضاء فشهدت له بصدقه ونزاهته عن كل تهمة . . وقد سأل موسى ربه أشياء أخرى عن العصا واليد ، فأتاه سؤله ، وهي :
1 - ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) . المعروف عن موسى انه كان عصبي المزاج سريع الغضب مما يكره ، وهذا ما نطق به القرآن ، فقد أخبر عنه انه أخذ بلحية أخيه هارون ورأسه حين عكف بنو إسرائيل على عبادة العجل ، ووكز الفرعوني فقضى عليه ، وعصى أمر العبد الصالح بعد ان قال له : ستجدني ان شاء اللَّه صابرا ولا أعصي لك أمرا . . وليس من شك ان للخطوب والآلام التي



[1] . الصفاف الجلد الأسفل تحت الجلد الذي عليه الشعر ، والتشذب التفرق .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست