عمران ( ع ) ، وسمع موسى يعاتب محمدا ، ويقول له : لقد قلت فيما قلت :
ان علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل . . أهذه منزلتنا عندك يا أبا القاسم ، تماما كعلماء أمتك ؟ وأراد محمد أن يثبت له ذلك بالعيان ، فقال لموسى : الآن أجمعك بعالم من علماء أمتي لتختبره وترى صحة ما قلت . قال موسى : أجل . فجمعه رسول اللَّه ( ص ) بعالم يعرف بالمقدس الأردبيلي ، فقال له موسى : ما اسمك ؟
قال : أنا أحمد وأبي اسمه محمد ، وبلدي أردبيل ، ودرست في النجف ، وأستاذي الشهيد الثاني . فقال له موسى : ولم هذا التطويل والاطناب ؟ فقد سألتك عن اسمك ، فأجبت عنه وعن اسم أبيك واسم أستاذك وبلدك . . فقال له المقدس الأردبيلي : وأنت سألك اللَّه عما في يمينك فقلت له : ( هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي ولِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى ) . وكان يكفي أن تقول : هي عصاي وتسكت . وعندها التفت موسى إلى محمد وقال له معتذرا : أنت أدرى بما قلت .
وعلق الأستاذ على هذه الرواية بقوله : وهكذا الإنسان يطيل الحديث مع من يحب ، لا لشيء إلا للانبساط والانشراح ، ومن ذلك قول المتنبي :
وكثير من السؤال اشتياق وكثير من رده تعليل ( قالَ أَلْقِها يا مُوسى فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى قالَ خُذْها ولا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الأُولى ) . خاف موسى من هذا المنظر الرهيب وولى مدبرا كما دلت الآية 10 من سورة النمل : « فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً ولَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ » مما أمرتهم به لأنهم يعلمون اني لا آمر إلا بالخير ، ولا أنهى إلا عن الشر ، وما ان وضع موسى يده على الحية حتى عادت عصا كما كانت .
( واضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى ) . في هذه الآية قال سبحانه : واضمم يدك إلى جناحك ، وفي الآية 12 من سورة النمل قال : وأدخل يدك في جيبك ، فالمراد - إذن - من الجناح الجيب ، وهو القميص أو طوقه كما في كتب اللغة ، ومن غير سوء أي