responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 208


( فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ ) . دنا موسى ( ع ) مما ظنه نارا ، فإذا هو نور عظيم أبهى من نور الشمس ، وإذا بصوت رهيب يقول : ( أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ) تأدبا وتواضعا ( إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ) في المكان المطهر المبارك ، حيث تجلى فيه النور الإلهي ، وارتفع في سمائه صوت الجلال والكمال . . رأى موسى نورا ، سمع صوتا ، ولا شيء سواهما . . قال الإمام علي ( ع ) : ان اللَّه سبحانه لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس . . الذي كلم موسى تكليما ، وأراه من آياته عظيما بلا جوارح ولا أدوات .
( وأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى ) . واللَّه سبحانه لا يختار لوحيه إلا صفوة الأمناء عليه ، وتقدم نظيره في الآية 143 من سورة الأعراف ج 3 ص 392 .
ثم بيّن سبحانه ان الدين الذي أوحى به إلى موسى يقوم على أسس ثلاثة : الأول الوحدانية ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهً إِلَّا أَنَا ) . الأصل الثاني الإخلاص للَّه في العبادة ( فَاعْبُدْنِي وأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) . الأصل الثالث البعث ( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى ) . المراد بأكاد أخفيها انا أخفيها ، والمعنى ان اللَّه سبحانه أخفى علم الساعة عن عباده ليترقبوا مجيئها في كل وقت ، فيخافوا منها ويعملوا لها ، ثم يستوفوا جزاء عملهم ، ولا يظلموا شيئا .
( فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها واتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى ) . ضمير عنها يعود إلى الساعة لأنها أقرب من الصلاة ، ويجوز أن يعود عليهما معا ، والمعنى عليك يا موسى أن تؤمن بالبعث والحساب والجزاء ، وتعمل له ، ولا تتبع أهواء الجاحدين فتهلك كما يهلكون ، وقلنا فيما تقدم : ان للأعلى أن ينهى من هو دونه عما يشاء حتى لو كان المخاطب بالنهي معصوما . . هذا ، إلى ان النهي عن الشيء لا يدل على إمكان فعله ممن نهي عنه .
وما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى الآية 17 - 35 وما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى ( 17 ) قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وأَهُشُّ

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست