وتسأل : ولم هذه الانتفاضة الكونية لكلمة تفوه بها من تفوه عن جهل وضعف عقل ؟ .
الجواب : ان هذه الانتفاضة أو الغضبة الإلهية ليست على فرد أو على جماعة معدودين ، وانما هي على هذا الشرك الذي أصبح دينا وعقيدة تدين بها مئات الملايين جيلا بعد جيل . . على هذه التماثيل للإله الطفل والإلاهة الأم . . « مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ - 75 المائدة .
( وما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً ) . لأن الولد شبيه بوالده ، واللَّه ليس كمثله شيء ، ولأن اتخاذ الولد انما يكون لحاجة الوالد إليه ، واللَّه غني عن العالمين .
( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً ) . ما من كائن سفلي أو علوي إلا هو عبد للَّه يملك منه ما لا يملكه العبد من نفسه . . وبديهة ان المملوك غير الولد ، والمالك غير الوالد ( لَقَدْ أَحْصاهُمْ وعَدَّهُمْ عَدًّا وكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً ) . ضمير أحصاهم وعدّهم يعود إلى من في السماوات والأرض ، وضمير آتيه إلى اللَّه ، والمعنى ان اللَّه لا يغيب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماء ، وان كل مسؤول يأتي إلى اللَّه يوم المحشر وحيدا لا ناصر له ولا معين ولا يملك من أمر نفسه كثيرا ولا قليلا فضلا عن أمر غيره ، ومن يأتي اللَّه كذلك فكيف يكون ولدا له .
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) . ان اللَّه سبحانه يحدث في قلوب عباده مودة لأهل الايمان والإخلاص لا لشيء إلا تقديرا للفضيلة والخلق الكريم . قال محمد بن أحمد الكلبي صاحب ( التسهيل ) : قيل : ان هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب . وقال الشيخ المراغي ، وهو أحد شيوخ الأزهر : « اخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء ان رسول اللَّه ( ص ) قال لعلي :
قل اللهم اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي في صدور المؤمنين ودا ، فنزلت الآية » .
النصارى وبنو هاشم :
وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط : « ذكر النقاش ان هذه