responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 185


وهو يشرح ويوضح مسألة هامة من مسائل أصول الفقه ، وبعد أن أيقن واطمأن إلى تفهم الجميع ختم الدروس . . ولكن سرعان ما فوجئ باعتراض من أحد التلاميذ ، وكان اعتراضه بعيدا كل البعد عن موضوع الدرس . . فأعرض عنه الأستاذ ، ونظر إلى سائر التلاميذ وقال : كان فيما مضى تلميذ يدرس الصوم وأحكامه ، واستمر في دراسته أكثر من شهر ، وبعد الانتهاء من دراسته ظن الأستاذ ان تلميذه قد أحاط علما بالصوم من كل جهاته ، ولكن التلميذ قال للأستاذ : انك تكلمت وأطلت الشرح عن الصوم ، ولكن لم نفهم هل الصوم في الليل أو في النهار ؟ .
وهذا بالذات ما حصل لإبراهيم مع أبيه . . فبعد أن أورد له الأدلة بأساليب شتى ، واستعطفه بقوله : يا أبت أربع مرات أجابه بقوله : أراغب أنت عن آلهتي ؟ وهل أنت عازم حقا على أن لا تعبدها معي ؟ فإن كنت على هذا العزم فما لك عندي إلا القتل أو الرجم ، أو تغيب عن عيني ، وتهرب بنفسك .
( قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا ) . أي ان اللَّه عوّده على أن يستجيب له . تقدم نظيره في الآية 114 من سورة التوبة ج 4 ص 110 ( وأَعْتَزِلُكُمْ وما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا ) . بغض إبراهيم قومه وأهله في اللَّه ، وهجرهم للَّه ، فأبدله سبحانه خيرا منهم ، حيث وهبه اسحق ، ومن بعده يعقوب بن اسحق ، وشرفهما بالنبوة . وهذا هو المراد بقوله تعالى : ( فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ ويَعْقُوبَ وكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا ) . وما ترك أحد شيئا من أمور دنياه لاستصلاح دينه إلا عوضه اللَّه خيرا منه .
( ووَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا ) لم يذكر سبحانه نوع الموهوب ، لأن كلمة رحمتنا تومئ إليه ، وكفى بمرضاة اللَّه هبة ونعمة ( وجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) .
المراد بلسان الصدق ما يردده الناس جيلا بعد جيل من حسن الثناء على إبراهيم وإسحق وإسماعيل ويعقوب .
وترتكز هذه الآيات على ان من أخلص اللَّه استخلصه اللَّه ، وكان معه أينما كان تماما كما فعل بإبراهيم ( ع ) .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست