responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 177


« ومَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا » . وقد أشرنا أكثر من مرة إلى ان آيات القرآن يفسر بعضها بعضا لأن مصدرها واحد ، وإذا لا حظنا جميع الآيات الواردة بعيسى ومريم ( ع ) ، إذا لاحظناها على هذا المبدأ فهمنا من مجموعها ان المراد من النفخ الخلق والإلقاء ، وان المراد من الروح عيسى بالذات .
والآية 171 من سورة النساء تشعر بذلك ، قال تعالى : « إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنْهُ » . وكلمته هي « كن » التي يخلق بها الأشياء ، ومعنى القائها إلى مريم ان مريم أو بطنها هي مكان المخلوق .
أنظر ج 2 ص 500 . ومهما يكن فإن مريم لما أحست بالحمل ابتعدت عن أهلها حياء وتحرجا .
( فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ ) . المخاض الطلق ومقدمات الولادة ، وأجاءها بمعنى جاء بها ، والأصل جاء ، ثم دخلت همزة التعدية فصارت أجاءها مثل أجلسه وأنامه . قال الرازي : « أجاء منقول من جاء إلا ان استعماله تغير إلى معنى الإلجاء » وعليه يكون المعنى ان المخاض ألجأها إلى جذع النخلة لتستند إليه طلبا لتيسير الولادة ( قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا ) . هذه الكلمة وأمثالها ينطق بها كل انسان عند الأزمات واشتداد الأمر عليه ، ينفس بها عن همه وكربه ، وما على قائلها من غضاضة ما لم يكن شاكا في دينه ، ولا مرتابا بيقينه .
( فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ) . المراد بالسري جدول الماء . . وأول ما يتبادر إلى الأذهان من سياق الكلام ان المنادي هو عيسى ( ع ) وليس جبريل ، كما زعم كثير من المفسرين ، وهذا النداء من معجزات عيسى ، تماما كولادته وإحيائه الموتى ، قال عيسى في ندائه لأمه ( وهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا ) . قيل : لم يكن الفصل فصل الرطب ، وان حمل النخلة له كان من باب المعجزة ، وليس هذا ببعيد لأن اللفظ يشعر به ، وان الوضع الذي كانت فيه مريم معجزات في معجزات .
( فَكُلِي ) من الرطب ( واشْرَبِي ) من الجدول ( وقَرِّي عَيْناً ) طيبي نفسا بمولودك المبارك ( فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً ) وسألك عن المولود ( فَقُولِي ) بالإيماء والإشارة : ( إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً ) بالسكوت ، وقد كان صوم

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست