responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 161


بين الدول الغنية الكبرى ، والدول الضعيفة « النامية » ، بين الشعب الذي يملك أسباب التطور ، والشعب الذي لا يملكها .
وقوة الولايات المتحدة تشبه إلى حد بعيد قوة ذي القرنين من حيث ان كلا منهما لا تضارعها قوة في عصرها ، ولكن الفرق بعيد جدا من حيث النتائج ، فإن ذا القرنين كان بكل ما يملك من قوة ملكا لخير البشرية واسعادها ، أما قوة الولايات المتحدة فهي لحماية الشر والصهيونية ، وللسيطرة على المقدرات والأسواق والأفكار لمصلحة الاستعمار والرجعية بشتى صورها وأشكالها ، والشواهد على ذلك لا يبلغها الإحصاء ، فمن مناصرة الصهاينة ضد العرب إلى تغذية العنصرية في بلادها وفي روديسيا ، ومن الانقلابات العسكرية في إفريقيا وغيرها إلى ضرب القوى التحررية في الكونغو وفي كل مكان ، أما فيتنام فقد حشدت لتدميرها الجيوش ، وعبأت كل ما لديها ، ولكن صمود الشعب الفيتنامي لقّن الولايات المتحدة درسا في الهوان والذل لا تنساه مدى الحياة . . وكل ما حققته الولايات المتحدة من النجاح فهو جزئي مؤقت يذهب مع نضال الشعوب الذي يزداد يوما بعد يوم .
( فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ) . ضمير جعله للسد ، ودكاء أي مستويا مع الأرض ، والمعنى أنه متى دنا الوقت الذي يخرج فيه يأجوج ومأجوج من وراء السد هيأ اللَّه أسباب هدمه وزواله ( وكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ) لا ريب فيه ، قال الشيخ المراغي : « وقد جاء وعده تعالى بخروج جنكيز خان وسلائله فعاثوا في الأرض فسادا » . وفي تفسير الرازي ان وعد اللَّه هنا يوم القيامة ، وفي تفسير الطبرسي ان هذا الوعد يأتي بعد قتل الدجّال ، أما نحن فنميل إلى قول المراغي لأنه أقرب إلى قوله تعالى :
( وتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ) . فانّا نفهم منه ان يأجوج ومأجوج ينتشرون في الأرض بعد خراب السد ، ويفسدون على الناس حياتهم ، قال تعالى :
« حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ وهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ » - 96 الأنبياء » .
هذا ، إلى أنه لو كان المراد بمجيء وعده تعالى يوم القيامة أو بعد الدجال لكان السد موجودا الآن كما هو . . ومن الواضح انه لو كان لبان ، بخاصة وقد جعل العلم الكرة الأرضية وسكانها أشبه بالأسرة الواحدة يضمها بيت واحد ( ونُفِخَ فِي

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست