responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 149


أن يجعله في حل من صحبته ان سأله ، والمؤمنون عند شروطهم ، فكيف الأنبياء ؟ . ( قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً ) . قطعت عليّ كل عذر أتعلل به .
3 - ( فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ ) . قيل : هي أنطاكية ، وفي رواية عن الإمام جعفر الصادق ( ع ) : انها الناصرة ( اسْتَطْعَما أَهْلَها ) طلبا منهم الطعام ضيافة ( فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما ) . قال المفسرون : انما قال : فأبوا أن يضيفوهما ولم يقل : فأبوا أن يطعموهما - للإشارة إلى ان أهل القرية كانوا لئاما ، لأنه لا يرد الضيف إلا لئيم ، بخاصة إذا كان الضيف غريبا ( فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ ) . ضمير فيها للقرية ، وضمير فأقامه للعبد الصالح ، ويريد هنا بمعنى يكاد ، وكلّ من أراد وكاد تستعمل بمعنى الثانية ، والمعنى ان موسى وصاحبه رأيا في القرية حائطا أوشك على السقوط ، فسوّاه الثاني وأصلحه بلا مقابل ، فعجب موسى من ذلك و ( قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ) .
أتصلح الجدار بالمجان لقوم أبوا ضيافتنا ، ونحن في أمس الحاجة إليها ؟ هلا طلبت أجرا على عملك لننفقه في ثمن الطعام ؟ .
وخرق السفينة ، وقتل الغلام مثالان على ما يبدو شرا في ظاهره دون باطنه ، وإقامة الجدار مثال على العكس .
( قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) .
اشترط العبد الصالح على موسى ان لا يسأل ، وقبل موسى الشرط ، ومع ذلك سأل ، ولما ذكّر بالشرط اعتذر ، ولكنه سأل بعد الاعتذار ، ولما ذكّر ثانية قطع على نفسه عهدا أن يجعل العبد الصالح في حل من صحبته ان سأل بعدها . .
ولكنه سأل ، وهو الحريص على ان يتخذه العبد الصالح صاحبا . . وموسى ( ع ) معذور في كل ما سأل لأن نفسه تصبر على الخير والمعروف ، أما ما تراه منكرا فلا ولن تستطيع عليه صبرا ، حيّ ولو أدى ذلك إلى مخالفة الوعد والشرط ، وأي وزن للوعود والشروط إذا أدت إلى ترك الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر . .
ان الغرائز النفسية وغيرها لا تصدها وتقاومها إلا قوة أقوى منها وأصلب ، ولا شيء أصلب من الايمان الصحيح . انه يتغلب على جميع الأهواء والشهوات ، ومن تغلب عليه شيء منها فما هو من الايمان الصحيح في شيء ، وان صلى وصام وحج إلى بيت اللَّه الحرام .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست