responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 137


لعلام الغيوب ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي ) . القرآن ينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض : وقد عبّر عن الذين يلبسون الحق بالباطل بأنهم جنود إبليس وأولياؤه في العديد من الآيات . وقال هنا عز من قائل : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ ) فجاز لنا - وهذه هي الحال - ان نفسر ذرية إبليس بجنوده وأعوانه ، وان ذرية إبليس وجنوده وأولياءه هم الذين يلتمسون الباطل بالكذب والافتراء على الحق . . وليس ببعيد أن يكون التعبير عن هؤلاء بذرية إبليس للإشارة إلى قوة الشبه بين أعمالهم وأعماله .
ومن الطريف قول من قال : ان لإبليس ذكرا في فخذه الأيمن ، وفرجا في فخذه الأيسر ، فيدخل ذاك بهذا فيأتي النسل والذرية .
( قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ ) . وكل من يموه عليك ، ويغريك بالباطل ، أو يثني عليك بما ليس فيك فهو عدو لك ، شعر بذلك أم لم يشعر ، أما من يبتدع الأساطير حول إبليس وغيره فهو عدو اللَّه ورسوله والانسانية ( بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ) . والظالمون هم الذين يستبدلون طاعة الشيطان بطاعة الرحمن ، ومنهم الذين يختارون المفسدين لمنصب من المناصب ، ويفضلونهم على الصالحين .
( ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ والأَرْضِ ولا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) . ضمير أشهدتهم راجع إلى إبليس وذريته . وما أشهدتهم أي ما أحضرتهم حين خلقت الكون وخلقتهم ، والعضد النصير والمعين ، والمقصود بالكلام العاصون الذين فسقوا عن أمر اللَّه ، والمعنى ان اللَّه سبحانه إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون ، لا يستشير أحدا ، ولا يستعين بأحد لأنه غني عن العالمين ، وحين خلق الكائنات لم يحضر واحدا منها ، حتى ولو كان أتقى الأتقياء ، فكيف إذا كان ضالا مضلا كإبليس وجنوده ، وما دام الأمر كذلك فكيف يعصى خالق السماوات والأرض ، ويطاع من لا يملك لنفسه نفعا ، ولا يدفع عنها ضرا ؟ .
( ويَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً ) أي مهلكا ، والمعنى ان اللَّه يقول غدا لمن يشرك في طاعته : أين الذي أطعته وزعمت انه يجديك نفعا في هذا اليوم العصيب ؟ . ادعه وانظر هل يستجيب لك ؟ . كلا ، انه في شغل شاغل عنك وعن غيرك . . انه في عذاب

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست