الإعراب :
يوم منصوب بفعل محذوف أي واذكر يوم نسير الجبال . وبارزة حال من الأرض لأنّ ترى هنا بصرية . وصفّا حال أي وحشرناهم مصفوفين . وكما خلقناكم الكاف بمعنى مثل صفة لمصدر محذوف ، وما مصدرية أي جئتمونا مجيئا مثل مجيء أول مرة ، وأول ظرف منصوب بخلقناكم . وبل للانتقال من شيء إلى شيء ، وليست لإبطال ما قبلها . وان لن نجعل ( ان ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي انه وما بعدها خبر . ومشفقين حال من المجرمين لأن ترى هنا بصرية . وويلتنا منادى أي يا هلاكنا احضر . وما لهذا الكتاب ( ما ) استفهامية في محل رفع بالابتداء ، ولهذا الكتاب خبر .
المعنى :
( ويَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وتَرَى الأَرْضَ بارِزَةً ) . لهذه الأرض التي نعيش عليها يوم ، ذكره اللَّه سبحانه في العديد من الآيات منها هذه الآية ، وقد وصفه تعالى فيها بوصفين : الأول ان اللَّه يقتلع الجبال من أماكنها ، ويسيرها في الجو كما يسير السحاب . الوصف الثاني : ان جميع أطراف الأرض وأجزائها تكون ظاهرة بارزة لا يحجبها شيء ، وعندئذ يكون المحشر الذي أشار إليه بقوله :
( وحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) يجمع اللَّه سبحانه في ذلك الأولين والآخرين لنقاش الحساب وجزاء الأعمال .
عُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا ) . ذكرنا فيما سبق ان البعث والحساب والجزاء حق لا ريب فيه ، وأثبتنا ذلك بالأدلة القاطعة ، وبأساليب شتى عند تفسير الآيات التي تعرضت إلى اليوم الآخر ، ومنها الآية 4 من سورة يونس ، فقرة الحساب والجزاء حتم ج 4 ص 132 . وتقول الآية التي نحن بصددها : ان الخلائق يعرضون غدا على اللَّه صفا ، والمراد بالعرض الوقوف بين يدي اللَّه للحساب ، أما المراد بالصف فقد اختلف المفسرون فيه على أقوال ، فبعضهم أبقى الظاهر على دلالته ، وبعضهم تصرف وحمّل اللفظ ما لا يحتمل .