الكاف بمعنى مثل صفة للماء ، وجملة يشوي صفة ثانية . والمخصوص بالذم محذوف أي بئس الشراب هو . ومرتفقا تمييز .
المعنى :
( واتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ ) .
يقول المولى لنبيه الكريم : بلغ ما أنزلناه إليك فيما يتعلق بأصحاب الكهف وغيرهم مما جاء في القرآن الكريم ، وكن على يقين بما أخبرناك به . . وصدق اللَّه العظيم ، ونبيه الكريم ، فقد أثبتت الأيام والأحداث أن محمدا ( ص ) رحمة مهداة من السماء لأهل الأرض ، وكلما تقدم الزمان وطال قدّم الشواهد والدلائل على هذه الحقيقة ( ولَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ) أي ملجأ يمنعك من اللَّه . والخطاب لمحمد ( ص ) ، ومعناه الظاهر انك مسؤول يا محمد أمام اللَّه ، ولا ينجيك منه شيء ان شككت في حقيقة من حقائق القرآن ، أو قصرت في تبليغها . . وحاشا نبي الرحمة أن يشك أو يقصر ، كيف واللَّه أعلم حيث يجعل رسالته ! . وإنما القصد هو التعريض بمن شك في نبوة محمد ( ص ) ، أو خالفه فيما جاء به من عند اللَّه .
( واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ولا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا ولا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا واتَّبَعَ هَواهُ وكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) . يقال اصبر نفسك مع فلان أي كن معه . والمراد بالذين يدعون ربهم المؤمنون المخلصون . والغداة والعشي كناية عن مداومتهم على طاعة اللَّه . والمراد بوجهه تعالى مرضاته . ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا معناه لا تحوّل اهتمامك عن أهل الدين إلى أهل الدنيا . ومن أغفلنا قلبه هم الكافرون والمجرمون . وكان أمره فرطا أي تجاوز في أقواله وأفعاله حدود الحق والعدل .
روي ان عيينة الفزاري - أحد رؤوس المشركين - أتى النبي ( ص ) فرأى عنده جماعة من فقراء أصحابه ، فيهم سلمان الفارسي ، وعليه شملة قد عرق فيها ، وبيده خوص - ورقة النخل - فقال عيينة لرسول اللَّه ( ص ) : أما يؤذيك ريح هؤلاء ، ونحن سادات مضر وأشرافها ، فإن أسلمنا أسلم الناس ، وما يمنعنا من