responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 110


الفصل الثاني ( وإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهً فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ويُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً ) . ضاق بالفتية المؤمنين الطغاة من قومهم ، وحاولوا أن يفتنوهم عن دينهم . . فقال بعض الفتية لبعض : لا نجاة لنا من القوم الظالمين إلا بالفرار منهم ومما يعبدون ويفعلون . وبعد التداول والتشاور اتفقوا على اللجوء إلى الكهف ، حيث لا يملكون مقرا سواه . . فدخلوه وأوكلوا أمرهم إلى اللَّه راضين بما يختاره لهم ، حتى ولو أماتهم جوعا وعطشا . . وهكذا المؤمن الصادق يبقى مع إيمانه وفيا له ، ولا يبالي بما يحدث ويواجه الصعاب بثقة وأمل وحماسة ، ومتى بلغ الإنسان من الايمان هذا المبلغ كان اللَّه معه أينما يكون ، وجعل له فرجا عاجلا ، حتى ولو تظاهر عليه أهل السماء والأرض كما فعل مع أصحاب الكهف بعد ان انسدت امامهم جميع المسالك والمذاهب ، فاختار لهم الراحة والأمن والتحرر من هم الحياة وآلامها ، فأنامهم نومة لا ينبههم معها شيء ، ولا يخافون من شيء .
( وتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ » - أي تنحرف - « عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ » - أي تعدل عنهم - « ذاتَ الشِّمالِ وهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ) أي في مكان واسع من الكهف ، فقد كان كبيرا ، وله كوة ينفذ منها الهواء الطيب ونور الشمس ، وكانت الشمس لا تصل إلى أجسامهم ، لا عند طلوعها ، ولا عند غروبها ، لأنهم كانوا في مكان من الكهف لا يصل إليه نور الشمس ، أو لأن اللَّه كان يصرفها عنهم بقدرته ( ذلك من آياته ) ذلك إشارة إلى انحراف الشمس عنهم كأنها متعمدة ، والى وضعهم لا إيقاظ يحسون بمرور الزمن وما فيه ، ولا أموات بغير حراك وأنفاس . . ولا تفسير لهذا إلا قدرة اللَّه وحكمته .
( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ومَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً ) . المراد بمن يهد اللَّه هنا أهل الكهف ، وبمن يضلل من أراد التنكيل بهم . انظر تفسير 178 من الأعراف ج 3 ص 423 .
( وتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وهُمْ رُقُودٌ ونُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وذاتَ الشِّمالِ وكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ) . كانت عيونهم مفتوحة كأنها تنظر إلى الإمام ، وأجسادهم

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست