أحدها : ما قاله قتادة وعطية : أنّها كلمة كانت تقولها اليهود على وجه الاستهزاء .
( الثاني ) : وقال عطاء : هي كلمة كانت الأنصار تقولها في الجاهلية ، فنهوا عنها في الإسلام .
( الثالث ) : وقال أبو العالية : انّ مشركي العرب كانوا إذا حدّث بعضهم بعضاً ، يقول أحدهم لصاحبه أرعنا سمعاً فنهوا عن ذلك .
( الرابع ) : وقال السدي : كان ذلك كلام يهودي بعينه ، يقال له رفاعة بن زيد ، يريد بذلك الرعونة فنهي المسلمون عن ذلك .
( الخامس ) : وقال أبو علي : قد بيّن الله ( عز وجل ) أنّها كلمة كانت اليهود تلوي بها ألسنتهم - في قوله : - * ( مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ) * [1] * ( قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) * [2] * ( وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَع وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ ) * [3] وهو قول ابن عباس وقتادة .
وقيل : * ( لا تَقُولُوا رَاعِنَا ) * من المراعاة والمكافأة ، فأمروا أن يخاطبوا النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالتوقير والتعظيم ، أي لا تقولوا : راعنا سمعك ، حتى نفهمك وتفهم عنّا .
وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : هذه الكلمة سبّ بالعبرانية - إليه كانوا يذهبون - .
قال الحسين بن عليّ المغربي : فبحثتهم عن ذلك فوجدتهم يقولون : راع رن ، قال : على معنى الفساد والبلاء .
