حقه ، وباليتامى أن يتعطفوا عليهم بالرأفة والرحمة ، وبالمساكين أن يوفوهم حقوقهم التي ألزمها الله في أموالهم .
والمسكين هو المتخشّع المتذلّل من الفاقة والحاجة وهو مفعيل من المسكنة وهي ذلّ الحاجة والفاقة .
وقوله : * ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) * فيه عدول إلى الخطاب بعد الخبر على ما مضى القول فيه ، وقد ذكرنا اختلاف القراء في حَسناً وحُسناً ، واختلف أهل اللغة في الفرق بينهما ، فقال بعض البصريين : هو على أحد وجهين :
أحدهما : أن يكون أراد بالحُسن الحَسن ، ويكون لمعنيين مثل البُخل والبَخل ، وامّا أن يكون جعل الحَسن هو الحُسن في التشبيه ، لأنّ الحسن مصدر والحسن هو الشيء الحسن ، فيكون ذلك كقول القائل : إنّما أنت أكل وشرب ، قال الشاعر :
وخيل قد دلفت لها بخيل * تحية بينهم ضرب وجيع [1] فجعل التحية ضرباً ، وقال آخر : بل الحسن هو الاسم العام الجامع جميع معاني الحسن ، والحسن هو البعض من معاني الحَسن ، ولذلك قال تعالى إذ وصى بالوالدين : * ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ) * [2] يعني بذلك أنّه وصّاه بجميع معاني الحسن ، وقرئ في الشواذ : حسنى ، لا يقرء بها لشذوذها حكاها الأخفش ، وذلك لا يجوز لأنّ فعلى وأفعل لا يستعمل إلاّ بالألف واللام ، نحو الأحسن والحسنى والأفضل والفضلى ، قال الله تعالى : * ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى ) * [3] .
