قوله تعالى : * ( وإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ) * آية بلا خلاف ( 67 ) .
وهذه الآية فيها توبيخ للمخاطبين من بني إسرائيل في نقض أوائلهم الميثاق ، والّذي أخذه الله عليهم بالطاعة لأنبيائه ، فقال : واذكروا أيضاً من نكثهم ميثاقي إذ قال موسى لقومه : * ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً ) * .
والهزء والسخرية واللعب نظائر . قال الراجز :
قد هزئت منّي أم طيلسة * قالت أراه معدماً لا شيء له [1] أي سخرت ولعبت ، ولا يجوز أن يقع من أنبياء الله ( عز وجل ) فيما يؤدونه هزو ولا لعب ، وظنوا في أمره إياهم عن الله بذبح البقرة - عند تدارئهم في القتيل - أنّه هازئ لاعب ولم يكن لهم ذلك .
وحذفت الفاء من قوله : أتتخذنا هزواً - وهو جواب - لاستغناء ما قبله من الكلام عنه وحسن السكوت على قوله : إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ، فجاز لذلك اسقاط الفاء من قوله ، فقالوا كما حسن اسقاطها في قوله : * ( فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا ) * [2] ولم يقل فقالوا ، ولو قيل بالفاء لكان حسناً ،
