responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 229


وقوله : * ( يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) * لا يدلّ على أنّه قد يصحّ أن يقتلوهم بحق ، لأنّ هذا خرج مخرج الصفة لقتلهم ، وأنّه لا يكون إلاّ ظلماً بغير حقّ كما قال : * ( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ) * [1] وكما قال : * ( رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ) * [2] وكما قال الشاعر :
على لاحب لا يهتدي بمناره ومعناه ليس هناك منار يهتدى به ، ومثله كثير .
وقوله : * ( ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا ) * إشارة إلى ما أنزل الله من الذلّة والمسكنة بما عصوا من قتلهم الأنبياء وعدوهم في السبت وغير ذلك ، وقيل : معناه نقض العهد ، وكانوا يعتقدون في قتل الأنبياء أنّه روي أنّهم كانوا إذا قتلوا النبيّ في أوّل النهار قامت سوق بقتلهم في آخره ، وإنّما خلى الله بين الكافرين وقتل الأنبياء ، لينالوا من رفيع المنازل ما لم ينالوه بغيره وليس ذلك بخذلان لهم كما فعل بالمؤمن من أهل طاعته .
وقال الحسن : إنّ الله تعالى ما أمر نبياً بالحرب إلاّ نصره ، فلم يقتل وإنّما خلى بينه وبين قتل من لم يؤمر بالقتال من الأنبياء ، والّذي نقوله : إنّ النبيّ إن كان لم يؤد الشرع ، لا يجوز أن يمكّن الله من قتله ، لأنّه لو مكّن فقتل لأدّى إلى أن تزاح علل المكلّفين فيما لهم من الألطاف والمصالح ، فإذا أدّوا الشرع جاز حينئذٍ أن يخلّي بينهم وبين من قتلهم ، لأنّه لا يجب المنع منه ، وروى أبو هريرة عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : اختلف بنو إسرائيل بعد موسى بخمسمائة سنة ، حتى كثر منهم أولاد السبايا واختلفوا بعد موسى بمائتي سنة .



[1] - المؤمنون : 117 .
[2] - الأنبياء : 112 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست