طول تلك المدّة ، فلا بدّ على ذلك أن يكون التقدير على ما قاله الأخفش أو على واعدناه إقامة أربعين ليلة للمناجاة ، أو غيبته أربعين ليلة عن قومه للمناجاة ، وما أشبه ذلك من التقدير .
ومعنى قوله : * ( ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ) * أي اتخذتموه إلهاً لأنّ بنفس فعلهم لصورة العجل لا يكونون ظالمين ، لأنّ فعل ذلك ليس بمحظور وإنّما هو مكروه .
وما روي عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه لعن المصوّرين معناه : من شبّه الله بخلقه أو اعتقد فيه أنّه صورة ، فلذلك قدّر الحذف في الآية ، كأنّه قال : اتخذتموه الهاً ، وذلك أنّهم عبدوا العجل بعد موسى لمّا قال لهم السامري : هذا إلهكم وإله موسى ، فنسي أي ترك الههم ومضى ناسياً ، وقيل : بل معنى فنسي أي فترك ما يجب عليه من عبادة الله .
قصة السامري :
وكان سبب عبادتهم العجل ما ذكره ابن عباس ، انّ السامري كان رجلاً من أهل بأكرم [1] ، وكان من قوم يعبدون البقر ، وكان حب عبادة البقر في نفسه ، وكان قد أظهر الإسلام في بني إسرائيل ، فلمّا قصد موسى إلى ربه خلّف هارون في بني إسرائيل ، قال لهم هارون : انّكم تحمّلتم أوزاراً من زينة آل فرعون ، وأمتعة وحلي ، فتطهّروا منها ، فإنّها نجس ، وأوقد لهم ناراً ، وقال لهم : اقذفوا ما كان معكم فيها ، فجعلوا يأتون بما كان معهم من تلك الأمتعة وذلك الحلي ، فيقذفون به فيها ، حتى إذا انكسر الحلي ورأى السامري أثر فرس جبرئيل ، فأخذ
