الكلام عليه ، لأنّ الغرض مبني على اهلاك فرعون وقومه ، ونظيره قول القائل : دخل جيش الأمير البادية ، قال : الظاهر من ذلك أنّ الأمير معهم .
قوله تعالى : * ( وإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وأَنْتُمْ ظالِمُونَ ) * ( 51 ) .
وموسى اسم مركّب من اسمين بالقبطية ف ( مو ) هو الماء و ( سى ) شجر ، وسمّي به لأنّ التابوت الّذي كان فيه موسى وجد عند الماء ، والشجر وجدته جواري آسية امرأة فرعون وقد خرجن ليغتسلن ، فسمّي بالمكان الّذي وجد فيه وهو موسى بن عمران بن يصمر بن فاهت بن لاوي بن يعقوب إسرائيل الله .
وقال : * ( أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) * ولم يقل يوماً على عادة العرب في التاريخ بالليالي ، لأنّ الأهلة تطلع فيها ، واعتمادهم على الأهلة ، وقال الأخفش : وعد باتمام أربعين ليلة ، أو انقضاء أربعين ليلة كقولك : اليوم أربعون يوماً مذ خرج فلان ، واليوم يومان أي تمام يومين ، وقال غيره : الأربعون كلّها داخلة في الميعاد .
قال أبو العالية : واعدنا موسى أربعين ليلة يعني ذا القعدة وعشراً من ذي الحجة ، وقال غيره : ذا الحجة وعشراً من المحرم ، وذلك حين خلّف موسى أصحابه واستخلف عليهم هارون ، فمكث على الطور أربعين ليلة وأنزلت عليه التوراة في الألواح ، وعن الربيع نحوه .
وقال الطبري : لا يجوز ما قاله الأخفش ، لأنّه خلاف ظاهر التلاوة وما جاءت به الرواية .
قال الرماني : في هذا غلط ظاهر ، انّ الوعد لا يتصل وقوعه في الأربعين كلّها إذا كان الوعد هو الاخبار الموعود بما فيه النفع ، فلم يكن ذلك الخبر في
