قال صاحب العين : الغرق الرسوب في الماء ويشبه به الدين والبلوى ، والتغريق والتغويص والتغييب نظائر ، والنجاة ضد الغرق كما أنّها ضد الهلاك .
وقوله : * ( وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ ) * قال المفسّرون : وأنتم ترون ذلك وتعاينونه .
فإذا ثبت هذا ، فالأولى أن نقول : إنّ تأويل الآية * ( وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ ) * وأنتم مقبلون عليهم متوقعون له ، وقال الفرّاء : قد كانوا في شغل من أن ينظروا مستورين بما اكتنفهم من البحر من أن يروا فرعون وغرقه ولكنّه كقولك : قد ضربت وأهلك ينظرون فما أتوك ولا أعانوك ، ومعناه وهم قريب بمرأى ومسمع ، ومثله قوله : * ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ) * [1] وليس هاهنا رؤية ، وإنّما هو علم ، لأنّ الرؤية تستعمل في مثل ذلك ، يقول القائل : رأيت فرعون أعتى الخلق وأخبثه ، وهذا الّذي ذكره الفرّاء محتمل مليح ، غير أنّه مخالف لقول المفسّرين كلّهم ، فإنّهم لا يختلفون أنّ أصحاب موسى رأوا انفراق البحر والتطام أمواجه بآل فرعون حتى غرقوا فلا وجه للعدول عن الظاهر مع احتماله ، ولأنّهم إذا عاينوا ذلك ، كانوا أشد في قيام الحجة ، وأعظم في ظهور الآية ، وذكر الزجاج وجهاً آخراً قال : معناه وأنتم بإزائهم ، كما يقول القائل : دور آل فلان إلى دور آل فلان أي هي بإزائها ، لأنّها لا تبصر .
قصة موسى ( عليه السلام ) :
وقصة فرعون مع
