قوله : * ( مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ) * فالآل ، والأهل ، والقرابة ، نظائر .
وفرعون اسم لملوك العمالقة كما قيل : قيصر لملك الروم ، وكسرى لملك الفرس ، وخاقان لملك الترك ، والإخشاد لملك الفراعنة ، وتبّع لملك التبابعة ، فهو على هذا بمعنى الصفة ، لأنّه يفيد فيه أنّه ملك العمالقة بنفس الصفة الجارية عليه وعلى غيره ، وقيل : انّ اسم فرعون مصعب بن الريان ، وقال محمّد بن إسحاق : هو الوليد بن مصعب .
ومعنى قوله : * ( يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ) * أي يولونكم سوء العذاب ، يقال : سامه خطة خسفاً : إذا أولاه ذلك . قال الشاعر :
إن سيم خسفاً وجهه تربدا [1] وقيل : يجشمونكم سوء العذاب ، والسوم ، والتجشم ، والتجمل ، نظائر .
وقوله : * ( يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ ) * .
فالذبح ، والنحر ، والشنق : نظائر ، والذبح : فري الأوداج .
قوله : * ( وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ) * البلاء ، والاحسان ، والنعمة ، نظائر في اللغة .
وإنّما كان في استحياء النساء محنة عليهم ، وبلوى لهم ، لأنّهم كثيراً يستعبدون ، وينكحن على الاسترقاق ، فهو على رجالهنّ أعظم من قتلهنّ ، وقيل : إنّهنّ كنّ يستبقين للإذلال ، والاستبقاء محنة ، كما أنّ من أحيي للتعذيب فحياته نقمة ، ومن أحيي للتلذيذ فحياته نعمة .
