والاستعانة في الآية المأمور بها على ما تنازع إليه نفوسهم من حب الرياسة ، وغاية الشهوة للذة العاجلة والاستعانة بالصبر على المشقة بطاعة الله ، ومعنى الكبيرة هاهنا أي ثقيلة - عند الحسن والضحاك ، وأصل ذلك ما يكبر ويثقل على الإنسان حمله ، كالأحمال الجافية التي يشق حملها ، فقيل لما يصعب على النفس ، وإن لم يكن من جهة الحمل - يكبر عليها ، تشبيهاً بذلك .
وقوله : * ( إِلاّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ) * .
فالخشوع ، والخضوع ، والتذلل ، والإخبات ، نظائر .
قوله تعالى : * ( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ ) * آية بلا خلاف ( 46 ) .
إن قيل : كيف أخبر الله عمّن وصفه بالخشوع بالطاعة ، ومدحهم بذلك بأنّهم يظنون بأنّهم ملاقوا ربّهم ، وذلك مناف لصفة المدح ؟
قلنا : الظن المذكور في الآية المراد به العلم واليقين . قال دريد بن الصمة :
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجّج * سراتهم في الفارسيّ المسرّد وقال عمير بن طارق :
بأن تغتزوا قومي واقعد فيكم * واجعل مني الظن غيباً مرجماً [1] وقال أبو دؤاد :
ربّ هم فرّجته بعزيم * وغيوب كشفتها بظنون
