وروي هديّ [1] في الآية عن الجحدي ، وابن أبي إسحاق ، وعيسى ، والصواب ما عليه القرّاء ، والفرق بين هوي ولدي وعلي ، وهو أنّ إليَّ وعليَّ ولديَّ ممّا يلزمها الإضافة ، وليست بمتمكنة ، ففصّلوا بينها وبين الأسماء المتمكنة ، كما فصّلوا بين ضمير الفاعل وضمير المفعول ، حين قالوا : ضربت فسكنوا لأجل التاء ، ولم يسكنوا في ضربك ، إذ الفاعل يلزم الفعل .
قوله تعالى : * ( والَّذِينَ كَفَرُوا وكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) * آية ( 39 ) .
قد بيّنا فيما مضى معنى الكفر والتكذيب ، فلا وجه لإعادته .
والاستدلال بهذه الآية - على أنّ من مات مصرّاً على الكفر ، غير تائب منه ، فكذب بآيات ربه ، فهو مخلّد في نار جهنم - صحيح ، لأنّ الظاهر يفيد ذلك ، والاستدلال بها على أنّ عمل الجوارح من الكفر ، من حيث قال : * ( وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ) * فبعيد ، لأنّ التكذيب نفسه - وإن لم يكن كفراً ، وهو لا يقع إلاّ من كافر - فهو دلالة عليه كالسجود للشمس وغيره .
وقوله : * ( أَصْحَابُ ) * فالاصطحاب ، والاجتماع ، والاقتران ، نظائر وكذلك الصاحب والقرين .
و ( آيات الله ) دلائله ، وكتبه التي أنزلها على أنبيائه ، والآية : الحجة ، والدلالة ، والبيان ، والبرهان واحد في أكثر المواضع - وإن كان بينها فرق في الأصل - لأنّك تقول : دلالة هذا الكلام كذا ولا تقول : آيته ولا علامته ، وكذلك تقول : دلالة هذا الاسم ، ولا تقول : برهانه .
