الفند : الهرب ، والاتيان ، والمجيئ ، والاقبال ، نظائر ونقيضه الذهاب والانصراف ، ويقال : أتى اتياناً ، وأتى أُتياً ، وتأتى تأتياً وأتى تأتية ، وآتيت فلاناً على أمره مؤاتاةً ، ولا يقال أتية إلاّ في لغة قبيحة لتيم .
والهدى المذكور في الآية يحتمل أمرين :
أحدهما : البيان والدلالة .
والآخر : الأنبياء والرُّسل ، وعلى القول الأخير يكون قوله : * ( قُلْنَا اهْبِطُوا ) * لآدم وحواء وذرّيتهما كما قال : * ( فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) * [1] أي أتينا بما فينا من الخلق طائعين .
وقوله : * ( فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ ) * فالاتباع ، والاقتداء ، والاحتذاء ، نظائر .
قوله : * ( فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) * . فالخوف والجزع ، والفزع ، نظائر ، ونقيض الخوف : الأمن .
عمومه يقضي أنّه لا يلحقهم خوف أهوال القيامة ، وهو قول الجبائي ، وقال ابن أخشيد : لا يدلّ على ذلك ، لأنّ الله تعالى وصف القيامة بعظم الخوف ، قال الله تعالى : * ( إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) * . . . إلى قوله : * ( شَدِيدٌ ) * [2] . ولأنّه روي أنّه يلجم الناس العرق ، وغير ذلك من الشدائد ، وهذا ليس بمعتمد ، لأنّه لا يمتنع أن يكون هؤلاء خارجين من ذلك الغم ، وأمّا الحزن ، فلا خلاف أنّه لا يلحقهم .
ومن أجاز الخوف ، فرق بينه وبين الحزن ، لأنّ الحزن إنّما يقع على ما يغلظ ويعظم من الغم والهم ، فلذلك لم يوصفوا بذلك ، ولذلك قال تعالى : * ( لا
