وحكي عن الحسن ، أنّه قال : لم يخلق الله آدم إلاّ للأرض ، ولو لم يعص لخرج على غير تلك الحال .
وقال غيره : يجوز أن يكون خلقه للأرض إن عصى ولغيرها إن لم يعص ، وهو الأقوى لأنّ ما قاله لا دليل عليه .
وروي عن قتادة : أنّ اليوم الّذي قبل الله توبة آدم فيه يوم عاشوراء ورواه أيضاً أصحابنا .
قوله تعالى : * ( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ) * آية بلا خلاف ( 38 ) .
قد بيّنا معنى الهبوط فيما مضى [1] بما فيه كفاية .
وقال الجبائي : الهبوط الأوّل هو الهبوط من الجنّة إلى السماء ، وهذا الهبوط من السماء إلى الأرض ، وقد يستعمل في غير النزول من مكان عالٍ إلى أسفل ، يقال : هبط فلانٌ إلى أرض كذا ، إذا أتاها ، وإن لم يرد به النزول الّذي فيه ، إلاّ أنّ فيه إيماءً إلى هبوط المنزل ، قال لبيد :
كلُّ بني حرةٍ مصيرهم * قلٌّ وإن أكثروا من العدد إن يغبطوا يهبطوا وإن * أمروا يوماً فهم للفناء والفند [2]
