نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 171
* ( الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ( 174 ) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ( 175 ) ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ( 176 ) ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة ) * * ( ولا يزكيهم ) أي : لا يطهرهم من الذنوب * ( ولهم عذاب أليم ) . قوله تعالى : * ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ) قال ابن عباس : معناه : أي شيء صبرهم على النار ؟ ! وقال الكسائي والفراء : معناه : فما أجرأهم على النار ، وحكى الكسائي : أن أعرابيين اختصما إلى قاض ، فحلف المنكر ، فقال له المدعي : ما أصبرك على النار ، أي : ما أجرأك على النار . وقال بعض النحويين : معناه : فما أبقاهم في النار ، يقال : فلان ما أصبره على الحبس ، أي : ما أبقاه في الحبس ، ' وما ' للتعجب هاهنا . قال الكسائي : التعجب من الله بمعنى : التعجب للخلق * ( ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق ) وهم منكرون لذلك . * ( وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ) أي : خلاف طويل . وإنما سمى الخلاف : شقاقا ؛ لأن المخالف يكون في شق ، وصاحبه في شق آخر . قوله تعالى : * ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ) فالبر : كل عمل خير ، يفضي بصاحبه إلى الجنة . وفي معناه قولان : أحدهما : أن الخطاب مع المسلمين ، فإنهم كانوا في الابتداء يأتون بالشهادتين ، والصلوات إلى أي جهة شاءوا . فقال : ليس كل البر أن تصلوا قبل المشرق والمغرب * ( ولكن البر من آمن بالله ) فأمرهم بسائر الشرائع المذكورة في الآية .
نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 171