نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 116
* ( أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما ) * * وحكى عن الشافعي أنه قال : السحر يحيل ويمرض وقد يقتل . والسحر يتحقق وجوده على مذهب أهل السنة ويؤثر ، ولكن العمل به كفر ، وتأثيره ما ذكرنا ، وقيل : إنه يؤثر في قلب الأعيان ؛ فيجعل الآدمي على صورة الحمار ، والحمار على صورة الكلب . والأصح أنه يخيل ذلك كما بينا . وقد سحر رسول الله فأثر فيه ؛ روى : ' أن لبيد بن أعصم اليهودي سحر النبي حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله ، فأطلعه الله عليه ، فأمر به فاستخرج منه بئر ذي [ أروان ] وكان عليه إحدى عشرة عقدة ؛ فأنزل الله تعالى عليه المعوذتين ؛ إحدى عشرة آية ، فكلما قرأ آية انحلت عقدة ، حتى إذا انحلت العقد فكأنما أنشط من عقال ' . قوله تعالى : * ( وما أنزل على الملكين ) قرىء على النفي وهو محكي عن عطية بن عوف ، فعلى هذا في الآية تقديم وتأخير ، تقديره : وما كفر سليمان ، وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ولكن الشياطين كفروا ، يعلمون الناس السحر ، وما يعلمان من أحد وهذا قول غريب . والصحيح : أن ' ما ' بمعنى ' الذي ' ، يعني : والذي أنزل على الملكين . وقرأ ابن عباس على ' الملكين ' بكسر اللام وهو في الشواذ . قال الحسن البصري : هما كانا علجين من علوج بابل ، ولم يكونا ملكين . والصحيح أنهما كانا ملكين وهو القراءة المعهودة . والقصة في ذلك ما حكى ابن عمر عن كعب الأحبار ؛ وهو قول عطاء بن أبي رباح ، وجماعة من المفسرين قالوا : إن الملائكة تعجبوا من كثرة معاصي بني آدم ، فقال
نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 116