نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 137
والواهب يشعر بإيصال ذلك الخير إليه ، والنافع يشعر بإيصال ذلك النفع إليه بقصد أن ينتفع ذلك الشخص به ، وإذا وقفت على هذا القانون المعتبر في هذا الباب أمكنك الوقوف على حقائق هذا النوع من الأسماء . الباب السادس في الأسماء الواقعة بحسب الصفات السلبية واعلم أن القرآن مملوء منه ، وطريق الضبط فيه أن يقال : ذلك السلب إما أن يكون عائداً إلى الذات ، أو إلى الصفات ، أو إلى الأفعال ، أما السلوب العائدة إلى الذات فهي قولنا إنه تعالى ليس كذا ولا كذا ، كقولنا : إنه ليس جوهراً ولا جسماً ولا في المكان ولا في الحيز ولا حالاً ولا محلاً ، واعلم أنا قد دللنا على أن ذاته مخالفة لسائر الذوات والصفات لعين ذاته المخصوصة ، لكن أنواع الذوات والصفات المغايرة لذاته غير متناهية ، فلا جرم يحصل ههنا سلوب غير متناهية ، ومن جملتها قوله تعالى : * ( والله الغني وأنتم الفقراء ) * ( محمد : 38 ) وقوله : * ( وربك الغني ذو الرحمة ) * ( الأنعام : 133 ) لأن كونه غنياً أنه لا يحتاج في ذاته ولا في صفاته الحقيقية ولا في صفاته السلبية إلى شيء غيره ، ومنه أيضاً قوله : * ( لم يلد ولم يولد ) * ( الصمد : 3 ) وأما السلوب العائدة إلى الصفات فكل صفة تكون من صفات النقائص فإنه يجب تنزيه الله تعالى عنها ، فمنها ما يكون من باب أضداد العلم ومنها ما يكون من باب أضداد القدرة ، ومنها ما يكون من باب أضداد الاستغناء ، منها ما يكون من باب أضداد الوحدة : ومنها ما يكون من باب أضداد العلم فأقسام ، أحدها : نفي النوم ، قال تعالى : * ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) * ( البقرة : 255 ) وثانيها : نفي النسيان ، قال تعالى : * ( وما كان ربك نسيا ) * ( مريم : 64 ) وثالثها : نفي الجهل قال تعالى : * ( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ) * ( سبأ : 3 ) ورابعها : أن علمه ببعض المعلومات لا يمنعه عن العلم بغيره فإنه تعالى لا يشغله شأن عن شأن ، وأما السلوب العائدة إلى صفة القدرة فأقسام : أحدها : أنه منزه في أفعاله عن التعب والنصب قال تعالى : * ( وما مسنا من لغوب ) * ( ق : 38 ) وثانيها : أنه لا يحتاج في فعله إلى الآلات والأدوات وتقدم المادة والمدة ، قال تعالى : * ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) * ( النحل : 40 ) وثالثها : أنه لا تفاوت في قدرته بين فعل الكثير والقليل ، قال تعالى : * ( وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب ) * ( النحل : 77 ) ورابعها : نفي انتهاء القدرة وحصول الفقر ، قال تعالى : * ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ) * ( آل عمران : 181 ) وأما السلوب العائدة إلى صفة الاستغناء فكقوله : * ( وهو يطعم ولا يطعم ) * ( الأنعام : 24 )
نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 137