responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 160


( ( سورة النساء ) ) ( ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ) تفسير سورة النساءآية 1 ] * ( يا أيها الناس اتقوا ربكم ) * احذروه في انتحال صفته عند صدور الخيرات منكم ، واتخذوا الصفة وقاية لكم في صدور ما صدر منكم من الخير ، وقولوا صدر عن القادر المطلق * ( الذي خلقكم من نفس واحدة ) * هي النفس الناطقة الكلية ، التي هي قلب العالم ، وهو آدم الحقيقي * ( وجعل منها زوجها ) * أي : النفس الحيوانية الناشئة منها . وقيل : إنها خلقت من ضلعه الأيسر من الجهة التي تلي عالم الكون ، فإنها أضعف من الجهة التي تلي الحق ، ولولا زوجها لما أهبط إلى الدنيا . كما اشتهر أن إبليس سول لها أولاً فتوسل بإغوائها إلى إغواء آدم ولا شك في أن التعلق البدني لا يتهيأ إلا بواسطتها * ( وبث منهما رجالا كثيرا ) * أي : أصحاب قلوب ينزعون إلى أبيهم * ( ونساء ) * أصحاب نفوس وطبائع ينزعون إلى أمهم * ( واتقوا الله ) * في ذاته عن إثبات وجودكم ، واجعلوه وقاية لكم عند ظهور البقية منكم في الفناء في التوحيد حتى لا تحتجبوا برؤية الفناء * ( الذي تساءلون به ) * لا بكم * ( والأرحام ) * أي : احذروا الأرحام الحقيقية ، أي أقربة المبادئ العالية من المفارقات وأرواح الأنبياء والأولياء في قطعها بعدم المحبة ، واجعلوها وقاية لكم في حصول سعاداتكم وكمالاتكم ، فإن قطع الرحم يققد المحبة توجه عن الاتصال والوحدة إلى الانفصال والكثرة ، وهو المقت الحقيقي والبعد الكلي عن جناب الحق تعالى ، ولهذا قال عليه صلى الله عليه وسلم : ' صلة الرحم تزيد في العمر ' ، أي : توجب دوام البقاء . واعلم أن الرحم من الظاهر صورة الاتصال الحقيقي في الباطن ، وحكم الظاهر في التوحيد كحكم الباطن ، فمن لا يقدر على مراعاة الظاهر فهو أحرى بأن لا يقدر على مراعاة الباطن * ( إن الله كان عليكم رقيبا ) * يراقبكم لئلا تحتجبوا عنه بظهور صفة من صفاتكم ، أو بقية من بقاياكم فتتعذبوا .
[ تفسير سورة النساء من آية 2 إلى آية 30

160

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست