نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 9
الثانية : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ائتمن الله تعالى خلقه على أربع : على الصلاة ، والصوم ، والزكاة ، والغسل ، وهي السرائر التي يختبرها الله عز وجل يوم القيامة ) . ذكره المهدوي . وقال ابن عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من حافظ عليها فهو ولي الله حقا ، ومن اختانهن فهو عدو الله حقا : الصلاة ، والصوم ، والغسل من الجنابة ) ذكره الثعلبي . وذكر الماوردي عن زيد ابن أسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الأمانة ثلاث : الصلاة والصوم ، والجنابة . استأمن الله عز وجل ابن أدم على الصلاة ، فإن شاء قال صليت ولم يصل . استأمن الله عز وجل ابن آدم على الصوم ، فإن شاء قال صمت ولم يصم . استأمن الله عز وجل ابن آدم على الجنابة ، فإن شاء قال اغتسلت ولم يغتسل ، اقرؤوا إن شئتم " يوم تبلى السرائر " ) ، وذكره الثعلبي عن عطاء . وقال مالك في رواية أشهب عنه ، وسألته عن قوله تعالى : " يوم تبلى السرائر " : أبلغك أن الوضوء من السرائر ؟ قال : قد بلغني ذلك فيما يقول الناس ، فأما حديث أحدث [1] به فلا . والصلاة من السرائر ، والصيام من السرائر ، إن شاء قال صليت ولم يصل . ومن السرائر ما في القلوب ، يجزي الله به العباد . قال ابن العربي : قال ابن مسعود يغفر للشهيد إلا الأمانة ، والوضوء من الأمانة ، والصلاة والزكاة من الأمانة ، والوديعة من الأمانة ، وأشد ذلك الوديعة ، تمثل له على هيئتها يوم أخذها ، فيرمى بها في قعر جهنم ، فيقال له : أخرجها ، فيتبعها فيجعلها في عنقه ، فإذا رجا أن يخرج بها زلت منه ، فيتبعها ، فهو كذلك دهر الداهرين . وقال أبي بن كعب : من الأمانة أن ائتمنت المرأة على فرجها . قال أشهب : قال لي سفيان : في الحيضة والحمل ، إن قالت لم أحض وأنا حامل صدقت ، ما لم تأت بما يعرف فيه أنها كاذبة . وفي الحديث : [ غسل الجنابة من الأمانة ] . وقال ابن عمر : يبدي الله يوم القيامة كل سر خفي ، فيكون زينا في الوجوه ، وشينا في الوجوه . والله عالم بكل شئ ، ولكن يظهر علامات الملائكة والمؤمنين .