responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 68


عقبه جهنم بعيد ، إذ أحد في الدنيا لم يقتحم عقبة جهنم ، إلا أن يحمل على أن المراد فهلا صير نفسه بحيث يمكنه اقتحام عقبة جهنم غدا . واختار البخاري قول مجاهد : إنه لم يقتحم العقبة في الدنيا . قال ابن العربي : " وإنما اختار ذلك لأجل أنه قال بعد ذلك في الآية الثانية :
" وما أدراك ما العقبة " ؟ ثم قال في الآية الثالثة : " فك رقبة " ، وفي الآية الرابعة " أو إطعام في يوم ذي مسغبة " ، ثم قال في الآية الخامسة : " يتيما ذا مقربة " ، ثم قال في الآية السادسة :
" أو مسكينا ذا متربة " ، فهذه الأعمال إنما تكون في الدنيا . المعنى : فلم يأت في الدنيا بما يسهل عليه سلوك العقبة في الآخرة .
قوله تعالى : فك رقبة ( 13 ) فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : " فك رقبة " فكها : خلاصها من الأسر . وقيل : من الرق .
وفي الحديث : [ وفك الرقبة أن تعين في ثمنها ] . من حديث البراء ، وقد تقدم في سورة " براءة ( 1 ) " .
والفك : هو حل القيد ، والرق قيد . وسمي المرقوق رقبة ، لأنه بالرق كالأسير المربوط في رقبته . وسمي عنقها فكا كفك الأسير من الأسر . قال حسان :
كم من أسير فككناه بلا ثمن * وجز ناصية كنا مواليها وروى عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار ] قال الماوردي : ويحتمل ثانيا أنه أراد فك رقبته وخلاص نفسه ، باجتناب المعاصي ، وفعل الطاعات ، ولا يمتنع الخبر من هذا التأويل ، وهو أشبه بالصواب .
الثانية : قوله تعالى : " رقبة " قال أصبغ : الرقبة الكافرة ذات الثمن أفضل في العتق من الرقبة المؤمنة القليلة الثمن ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل أي الرقاب أفضل ؟ قال : [ أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها ] . ابن العربي : والمراد في هذا الحديث : من


( 1 ) راجع ج 8 ص 183 .

68

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست