نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 49
قوله تعالى : ( الذين طغوا في البلاد ) يعني عادا وثمودا وفرعون " طغوا " أي تمردوا وعتوا وتجاوزوا القدر في الظلم والعدوان . ( فأكثروا فيها الفساد ) أي الجور والأذى . و " الذين طغوا " أحسن الوجوه فيه أن يكون في محل النصب على الذم . ويجوز أن يكون مرفوعا على : هم الذين طغوا ، أو مجرورا على وصف المذكورين : عاد ، وثمود ، وفرعون . ( فصب عليهم سوط عذاب ) أي أفرغ عليهم وألقى ، يقال : صب على فلان خلعة ، أي ألقاها عليه . وقال النابغة : فصب [2] عليه الله أحسن صنعه * وكان له بين البرية ناصرا ( سوط عذاب ) أي نصيب عذاب . ويقال : شدته ، لان السوط كان عندهم نهاية ما يعذب به . قال الشاعر : ألم تر أن الله أظهر دينه * وصب على الكفار سوط عذاب وقال الفراء : وهي كلمة تقولها العرب لكل نوع من أنواع العذاب . وأصل ذلك أن السوط هو عذابهم الذي يعذبون به ، فجرى لكل عذاب ، إذ كان فيه عندهم غاية العذاب . وقيل . معناه عذاب يخالط اللحم والدم ، من قولهم : ساطه يسوطه سوطا أي خلطه ، فهو سائط . فالسوط : خلط الشئ بعضه ببعض ، ومنه سمي المسواط . وساطه [3] أي خلطه ، فهو سائط ، وأكثر ذلك يقال : سوط فلان أموره . قال : فسطها ذميم الرأي غير موفق * فلست على تسويطها بمعان قال أبو زيد : يقال أموالهم سويطة بينهم ، أي مختلطة . حكاه عنه يعقوب . وقال الزجاج : أي جعل سوطهم الذي ضربهم به العذاب . يقال : ساط دابته يسوطها ، أي ضربها
( 1 ) اختلف في ( ثمود ) فمنهم من صرفه ومنهم من لم يصرفه ، فمن صرفه ذهب به إلى الحي لأنه اسم عربي مذكر سمى بمذكر . ومن لم يصرفه ذهب به إلى القبيلة وهي مؤنثة . [2] الرواية في البيت كما في ديوانه وشعراء النصرانية : * ورب عليه الله . . . الخ * قال البطليوسي شارح الديوان : ربه أتمه . وأصله أن يقال : رببت معروفي عند فلان أربه ربا : إذا أدمته عليه وتممته لديه . و ( رب عليه ) : دعاء معطوف على ما قبله . وهو مدح في النعمان . وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت . [3] في الأصل : ( سوطه ) بصيغة المصدر . وصيغة الفعل الثلاثي الماضي أمكن هنا .
49
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 49