نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 34
السماء والأرض ، ليرى ولي الله ملكه حوله . ( وأكواب موضوعة ) أي أباريق وأوان . والإبريق : هو ماله عروة وخرطوم . والكوب : إناء ليس له عروة ولا خرطوم . وقد تقدم هذا في سورة " الزخرف " [1] وغيرها . " ونمارق " أي وسائد ، الواحدة نمرقة . " مصفوفة " أي واحدة إلى جنب الأخرى . قال الشاعر : وإنا لنجري الكاس بين شروبنا * وبين أبي قابوس فوق النمارق وقال آخر : كهول وشبان حسان وجوههم * على سرر مصفوفة ونمارق وفي الصحاح : النمرق والنمرقة : وسادة صغيرة . وكذلك النمرقة ( بالكسر ) لغة حكاها يعقوب . وربما سموا الطنفسة التي فوق الرحل نمرقة ، عن أبي عبيد . ( وزرابي مبثوثة ) : قال أبو عبيدة : الزرابي : البسط . وقال ابن عباس : الزرابي : الطنافس التي لها خمل رقيق ، واحدتها : زربية ، وقال الكلبي والفراء . والمبثوثة : المبسوطة ، قال قتادة . وقيل : بعضها فوق بعض ، قاله عكرمة . وقيل كثيرة ، قاله الفراء . وقيل : متفرقة في المجالس ، قاله القتبي . قلت : هذا أصوب ، فهي كثيرة متفرقة . ومنه " وبث فيها من كل دابة " [2] [ البقرة : 164 ] . وقال أبو بكر الأنباري : وحدثنا أحمد بن الحسين ، قال حدثنا حسين بن عرفة ، قال حدثنا عمار بن محمد ، قال : صليت خلف منصور بن المعتمر ، فقرأ : " هل أتاك حديث الغاشية " ، وقرأ فيها : " وزرابي مبثوثة " : متكئين فيها ناعمين . قوله تعالى : أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ( 17 ) قال المفسرون : لما ذكر الله عز وجل أمر أهل الدارين ، تعجب الكفار من ذلك ، فكذبوا وأنكروا ، فذكرهم الله صنعته وقدرته ، وأنه قادر على كل شئ ، كما خلق الحيوانات والسماء والأرض . ثم ذكر الإبل أولا ، لأنها كثيرة في العرب ، ولم يروا الفيلة ، فنبههم جل