نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 32
أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم ] . فلا يتحير في مثل هذا إلا ضعيف القلب . أو ليس قد أخبرنا أنه " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا [1] غيرها " [ النساء : 56 ] ، وقال : " سرابيلهم من قطران " [2] [ إبراهيم : 50 ] ، وقال : " إن لدينا أنكالا " [3] [ المزمل : 12 ] أي قيودا . " وجحيما وطعاما ذا غصة " قيل : ذا شوك . فإنما يتلون عليهم العذاب بهذه الأشياء . قوله تعالى : لا يسمن ولا يغنى من جوع ( 7 ) يعني الضريع لا يسمن آكله . وكيف يسمن من يأكل الشوك ! قال المفسرون : لما نزلت هذه الآية قال المشركون : إن إبلنا لتسمن بالضريع ، فنزلت : " لا يسمن ولا يغنى من جوع " . وكذبوا ، فإن الإبل إنما ترعاه رطبا ، فإذا يبس لم تأكله . وقيل اشتبه عليهم أمره فظنوه كغيره من النبت النافع ، لان المضارعة المشابهة . فوجدوه لا يسمن ( 4 ) ولا يغني من جوع . قوله تعالى : وجوه يومئذ ناعمة ( 8 ) لسعيها راضية ( 9 ) في جنة عالية ( 10 ) قوله تعالى : ( وجوه يومئذ ناعمة ) أي ذات نعمة . وهي وجوه المؤمنين ، نعمت بما عاينت من عاقبة أمرها وعملها الصالح . " لسعيها " أي لعملها الذي عملته في الدنيا . " راضية " في الآخرة حين أعطيت الجنة بعملها . ومجازه : لثواب سعيها راضية . وفيها واو مضمرة . المعنى : ووجوه يومئذ ، للفصل بينها وبين الوجوه المتقدمة . والوجوه عبارة عن الأنفس . ( في جنة عالية ) أي مرتفعة ، لأنها فوق السماوات حسب ما تقدم . وقيل : عالية القدر ، لان فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين . وهم فيها خالدون .
[1] آية 56 سورة النساء . [2] آية 50 سورة إبراهيم . [3] آية 2 سورة المزمل . ( 4 ) في بعض النسخ : ( لا يشبه ) .
32
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 32