responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 262


إلى البحر ، فقال : يا خناس ، فحيي فأجابه . فجاء به إلى حواء الثالثة ، وقال : اكفليه . فنظر ، إليه آدم ، فذبحه وشواه ، وأكلاه جميعا . فجاء إبليس فسألها فأخبرته [ حواء ] [1] . فقال :
يا خناس ، فحيي فأجابه [ فجاء به ] من جوف آدم وحواء . فقال إبليس : هذا الذي أردت ، وهذا مسكنك في صدر ولد آدم ، فهو ملتقم قلب ابن آدم ما دام غافلا يوسوس ، فإذا ذكر الله لفظ قلبه وانخنس . ذكر هذا الخبر الترمذي الحكيم في نوادر الأصول بإسناد عن وهب ابن منبه . وما أظنه يصح ، والله تعالى أعلم . ووصف بالخناس لأنه كثير الاختفاء ، ومنه قوله تعالى : " فلا أقسم بالخنس " ( 2 ) [ التكوير : 15 ] يعني النجوم ، لاختفائها بعد ظهورها . وقيل : لأنه يخنس إذا ذكر العبد الله ، أي يتأخر . وفي الخبر [ إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، ف إذا غفل وموس ، وإذا ذكر الله خنس ] أي تأخر وأقصر . وقال قتادة : " الخناس " الشيطان له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الانسان ، فإذا غفل الانسان ( 3 ) وسوس له ، وإذا ذكر العبد ربه خنس . يقال : خنسته فخنس ، أي أخرته فتأخر . وأخنسته أيضا . ومنه قول أبي العلاء الحضرمي - أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وإن دحسوا بالشر فاعف تكرما * وإن خنسوا عند ( 4 ) الحديث فلا تسل الدحس : الافساد . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم ، فإذا ذكر الله خنس ، وإذا نسي الله التقم قلبه فوسوس ] .
وقال ابن عباس : إذا ذكر الله العبد خنس من قلبه فذهب ، وإذا غفل التقم قلبه فحدثه ومناه . وقال إبراهيم التيمي : أول ما يبدو الوسواس من قبل الوضوء . وقيل : سمي خناسا لأنه يرجع إذا غفل العبد عن ذكر الله . والخنس : الرجوع . وقال الراجز :
وصاحب يمتعس ( 5 ) امتعاسا * يزداد إن حييته ( 6 ) خناسا



[1] زيادة عن الترمذي الحكيم . ( ) آية 15 سورة التكوير . ( 3 ) في نسخة من الأصل ( ابن آدم ) . ( 4 ) في اللسان : ( عنك ) . ( 5 ) يمتعس : يتحرك . ( 6 ) في بعض الأصول ( جتتته ) وبعضها ( جننته ) وفي بعضها بدون إعجام .

262

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست