نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 24
والشهوات . قال : لا ، ولكن عجلت الدنيا ، وغيبت الآخرة ، أما والله لو عاينوها ما عدلوا ولا ميلوا [1] . قوله تعالى : والآخرة خير وأبقى ( 17 ) أي والدار الآخرة ، أي الجنة . " خير " أي أفضل . " وأبقى " أي أدوم من الدنيا . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم أصبعه في اليم ، فلينظر بم يرجع ] صحيح . وقد تقدم ( 2 ) . وقال مالك بن دينار : لو كانت الدنيا من ذهب يفنى ، والآخرة من خزف يبقى ، لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى ، على ذهب يفنى . قال : فكيف والآخرة من ذهب يبقى ، والدنيا من خزف يفنى . قوله تعالى : إن هذا لفي الصحف الأولى ( 18 ) صحف إبراهيم وموسى ( 19 ) قوله تعالى : ( إن هذا لفي الصحف الأولى ) قال قتادة وابن زيد : يريد قوله " والآخرة خير وأبقى " . وقالا : تتابعت كتب الله جل ثناؤه - كما تسمعون - أن الآخرة خير وأبقى من الدنيا . وقال الحسن : " إن هذا لفي الصحف الأولى " قال : كتب الله جل ثناؤه كلها . الكلبي : " إن هذا لفي الصحف الأولى " من قوله : " قد أفلح " إلى آخر السورة ، لحديث أبي ذر على ما يأتي . وروى عكرمة عن ابن عباس : " إن هذا لفي الصحف الأولى " قال : هذه السورة . وقال والضحاك : إن هذا القرآن لفي الصحف الأولى ، أي الكتب الأولى . ( صحف إبراهيم وموسى ) يعني الكتب المنزلة عليهما . ولم يرد أن هذه الألفاظ بعينها في تلك الصحف ، وإنما هو على المعنى ، أي إن معنى هذا الكلام وارد في تلك الصحف . وروى الآجري من حديث أبي ذر قال : قلت يا رسول الله ، فما
[1] قوله ( ما عدلوا ) : ما ساووا بها شيئا . وقوله ( ولا ميلوا ) : أي ما شكوا ولا ترددوا ( عن النهاية لابن الأثير ) . ( 2 ) راجع ج 4 ص 320
24
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 24