نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 219
قال : إن المراد بقوله تعالى : " فصل " : الصلوات الخمس ، فإنها ركن العبادات ، وقاعدة الاسلام ، وأعظم دعائم الدين . وأما من قال : إنها صلاة الصبح بالمزدلفة ، فلأنها مقرونة بالنحر ، وهو في ذلك اليوم ، ولا صلاة فيه قبل النحر غيرها ، فخصها بالذكر من جملة الصلوات لاقترانها بالنحر " . قلت : وأما من قال إنها صلاه العيد ، فذلك بغير مكة ، إذ ليس بمكة صلاة عيد بإجماع ، فيما حكاه ابن عمر . قال ابن العربي : " فأما مالك فقال : ما سمعت فيه شيئا ، والذي يقع في نفسي أن المراد بذلك صلاة يوم النحر ، والنحر بعدها " . وقال علي رضي الله عنه ومحمد ابن كعب : المعنى ضع اليمنى على اليسرى حذاء النحر في الصلاة . وروي عن ابن عباس أيضا . وروي عن علي أيضا : أن يرفع يديه في التكبير إلى نحره . وكذا قال جعفر بن علي : " فصل لربك وانحر " قال : يرفع يديه أول ما يكبر للاحرام إلى النحر . وعن علي رضي الله عنه قال : لما نزلت " فصل لربك وانحر " قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : [ ما هذه النحيرة التي أمرني الله بها ] ؟ قال : [ ليست بنحيرة ، ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة ، أن ترفع يديك إذا كبرت ، وإذا رفعت رأسك من الركوع ، وإذا سجدت ، فإنها صلاتنا وصلاة الملائكة الذين هم في السماوات السبع ، وإن لكل شئ زينة ، وإن زينة الصلاة رفع اليدين عند كل تكبيره ] . وعن أبي صالح عن ابن عباس قال : استقبل القبلة بنحرك ، وقاله الفراء والكلبي وأبو الأحوص . ومنه قول الشاعر : أبا حكم ما أنت عم مجالد * وسيد أهل الأبطح المتناحر [1] أي المتقابل . قال الفراء : سمعت بعض العرب يقول : منازلنا [2] تتناحر ، أي نتقابل ، نحر هذا بنحر هذا ، أي قبالته . وقال ابن الأعرابي : هو انتصاب الرجل في الصلاة بإزاء المحراب ، من قولهم : منازلهم تتناحر ، أي تتقابل . وروي عن عطاء قال : أمره أن يستوي بين السجدتين
[1] في اللسان : نحر : ( هل ) في موضع ( ما ) . [2] الذي في كتاب الفراء : ( منازلنا تتناحر : نحر هذا . . . أي قبالته ) . وفيه تحريف . والذي في اللسان : وقال الفراء : ( سمعت بعض العرب يقول : منازلهم تتناحر : هذا بنحر هذا ، أي قبالته ) .
219
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 219