نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 217
وقد ذكرناه في كتاب التذكرة . وروى الترمذي أيضا عن أبن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الكوثر : نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب ، ومجراه على الدر والياقوت ، تربته أطيب من المسك ، وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج ) . هذا حديث حسن صحيح . الثاني - أنه حوض النبي صلى الله عليه وسلم في الموقف ، قاله عطاء . وفي صحيح مسلم عن أنس قال : بينما نحن [1] عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسما فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : نزلت على آنفا سورة - فقرأ - بسم الله الرحمن الرحيم : " إنا أعطيناك الكوثر . فصل لربك وأنحر . إن شانئك هو الأبتر " - ثم قال - أتدرون ما الكوثر ؟ . قلنا الله ورسوله أعلم . قال : " فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل ، عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم ، فيختلج [3] العبد منهم فأقول إنه من أمتي ، فيقال إنك لا تدري ما أحدث بعدك " . والاخبار في حوضه في الموقف كثيرة ، ذكرناها في كتاب " التذكرة " . وأن على أركانه الأربعة خلفاء الأربعة ، رضوان الله عليهم . وأن من أبغض واحدا منهم لم يسقه الآخر ، وذكرنا هناك من يطرد عنه . فمن أراد الوقوف على ذلك تأمله هناك . ثم يجوز أن يسمى ذلك النهر أو الحوض كوثرا ، لكثرة الواردة والشاربة من أمة محمد عليه السلام هناك . ويسمى به لما فيه من الخير الكثير والماء الكثير . الثالث : أن الكوثر النبوة والكتاب ، قاله عكرمة . الرابع : القرآن ، قاله الحسن . الخامس : الاسلام ، حكاه المغيرة . السادس - تيسير ( 3 ) القرآن وتخفيف الشرائع ، قاله الحسين بن الفضل . السابع - هو كثرة الأصحاب والأمة والأشياع ، قاله أبو بكر بن عياش ويمان ابن رئاب . الثامن - أنه الايثار ، قاله ابن كيسان . التاسع - أنه رفعة الذكر . حكاه الماوردي . العاشر : أنه نور في قلبك دلك علي ، وقطعك عما سواي . وعنه : هو الشفاعة ، وهو الحادي عشر . وقيل : معجزات الرب هدي بها أهل الإجابة لدعوتك ، حكاه
[1] في صحيح مسلم طبع الآستانة وبولاق : ( بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى . . . ) الحديث . ( 2 ) أي ينتزع ويقتطع . [3] في بعض نسخ الأصل : ( تسهيل ) .
217
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 217