نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 209
ورحلة إلى اليمن ، فقيل لهم : " فليعبدوا رب هذا البيت " أي يقيموا بمكة . رحلة [1] الشتاء ، إلى اليمن ، والصيف : إلى الشام . قوله تعالى : الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف [4] قوله تعالى : " الذي أطعمهم من جوع " أي بعد جوع . " وآمنهم من خوف " قال ابن عباس : وذلك بدعوة إبراهيم عليه السلام حيث قال : " رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات " [2] [ البقرة : 126 ] . وقال ابن زيد : كانت العرب يغير بعضها على بعض ، ويسبي بعضها من بعض ، فأمنت قريش من ذلك المكان الحرم - وقرأ - " أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات [3] كل شئ " [ القصص : 57 ] . وقيل : شق عليهم السفر في الشتاء والصيف ، فألقى الله في قلوب الحبشة أن يحملوا إليهم طعاما في السفن ، فحملوه ، فخافت قريش منهم ، وظنوا أنهم قدموا لحربهم ، فخرجوا إليهم متحرزين ، فإذا هم قد جلبوا إليهم الطعام ، وأغاثوهم بالأقوات ، فكان أهل مكة يخرجون إلى جدة بالإبل والحمر ، فيشترون الطعام ، على مسيرة ليلتين . وقيل : هذا الاطعام هو أنهم لما كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم ، فقال : [ اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف ] فاشتد القحط ، فقالوا : يا محمد ادع الله لنا فإنا مؤمنون . فدعا فأخصبت تبالة وجرش من بلاد اليمن ، فحملوا الطعام إلى مكة ، وأخصب أهلها . وقال الضحاك والربيع وشريك وسفيان : " وآمنهم من خوف " أي من خوف الجذام ، لا يصيبهم ببلدهم الجذام . وقال الأعمش : " وآمنهم من خوف " أي من خوف الحبشة مع الفيل . وقال علي رضي الله عنه : وآمنهم من [ خوف ] : أن تكون الخلافة إلا فيهم . وقيل : أي كفاهم أخذ الإيلاف من الملوك . فالله أعلم ، واللفظ يعم .
[1] يريد : يقموا بمكة : ويتركوا الرحلة . . . الخ . [2] آية 126 سورة البقرة . [3] آية 57 سورة القصص . [4] التكملة عن تفسير الخطيب .
209
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 209