نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 208
على ما هي عليه ، من ثلاث عشرة ليلة كل منزلة ، علمت أن ما بين تسع عشرة من هاتور لا تنقضي منازله إلا بدخول تسع عشرة من بشنس . والله أعلم . الثالثة - قال قوم : الزمان أربعة أقسام : شتاء ، وربيع ، وصيف ، وخريف . وقال قوم : هو شتاء ، وصيف ، وقيظ ، وخريف . والذي قاله مالك أصح ، لان الله قسم الزمان قسمين [1] ولم يجعل لهما ثالثا . الرابعة - لما أمتن الله تعالى على قريش برحلتين ، شتاء وصيفا ، على ما تقدم ، كان فيه دليل على جواز تصرف الرجل في الزمانين بين محلين ، يكون حالهما في كل زمان أنعم من الآخر ، كالجلوس في المجلس البحري في الصيف ، وفي القبلي في الشتاء ، وفي اتخاذ البادهنجات ( 2 ) والخيش للتبريد ، واللبد واليانوسة ( 3 ) للدفء . قوله تعالى : فليعبدوا رب هذا البيت ( 3 ) أمرهم الله تعالى بعبادته وتوحيده ، لأجل إيلافهم رحلتين . ودخلت الفاء لأجل ما في الكلام من معنى الشرط ، لان المعنى : إما لا فليعبدوه لإيلافهم ، على معنى أن نعم الله تعالى عليهم لا تحصى ، فإن لم يعبدوه لسائر نعمه ، فليعبدوه لشأن هذه الواحدة ، التي هي نعمة ظاهرة . والبيت : الكعبة . وفي تعريف نفسه لهم بأنه رب هذا البيت وجهان : أحدهما لأنه كانت لهم أوثان فميز نفسه عنها . الثاني : لأنهم بالبيت شرفوا على سائر العرب ، فذكر لهم ذلك ، تذكيرا لنعمته . وقيل : " فليعبدوا رب هذا البيت " أي ليألفوا عبادة رب الكعبة ، كما كانوا يألفون الرحلتين . قال عكرمة : كانت قريش قد ألفوا رحلة إلى بصرى
[1] في الأصول : ( لان قسمة الله الزمان قسمين ، ولم يجعل لهما ثالثا ) وهي غير مستقيمة . وفي ابن العربي ( لأجل قسمة الله الزمان قسمين . . . الخ ) ( ) في كتاب شفاء العليل للشهاب الخفاجي : ( الباد هنج ) معرب باد خون أو باد كير ، منفذ الهواء في سقف البيت . ( 3 ) في ابن العربي : ( اليانوس ) . ولم نجد في المعاجم العربية هذه المادة .
208
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 208