نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 204
وغيره . وقرأ أبو جعفر والوليد عن أهل الشام وأبو حياة " إلافهم " مهموزا مختلسا بلا ياء . وقرأ أبو بكر عن عاصم " إئلافهم " بهمزتين ، الأولى مكسورة والثانية ساكنة . والجمع بين الهمزتين في الكلمتين شاذ . الباقون " إيلافهم " بالمد والهمز ، وهو الاختيار ، وهو بدل من الإيلاف الأول للبيان . وهو مصدر آلف : إذا جعلته يألف . وألف هو إلفا ، على ما تقدم ذكره من القراءة ، أي وما قد ألفوه من رحلة الشتاء والصيف . روى أبن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى : " إيلافهم رحلة الشتاء والصيف " قال : لا يشق عليهم رحلة شتاء ولا صيف ، منة منه على قريش . وقال الهروي وغيره : وكان أصحاب الإيلاف أربعة إخوة : هاشم ، وعبد شمس ، والمطلب ، ونوفل ، بنو عبد مناف . فأما هاشم فإنه كان يؤلف ملك الشام ، أي أخذ منه حبلا وعهدا يأمن به في تجارته إلى الشام . وأخوه عبد شمس كان يؤلف إلى الحبشة . والمطلب إلى اليمن . ونوفل إلى فارس . ومعنى يؤلف يجير . فكان هؤلاء الاخوة يسمون المجيرين . فكان تجار قريش يختلفون إلى الأمصار بحبل هؤلاء الاخوة ، فلا يتعرض لهم . قال الأزهري : الإيلاف : شبه الإجارة بالخفارة [1] ، يقال : آلف يؤلف : إذا أجار الحمائل بالخفارة . والحمائل : جمع حمولة [2] . قال : والتأويل : أن قريشا كانوا سكان الحرم ، ولم يكن لهم زرع ولا ضرع ، وكانوا يميرون في الشتاء والصيف آمنين ، والناس يتخطفون من حولهم ، فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا : نحن أهل حرم الله ، فلا يتعرض الناس لهم . وذكر أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا في تفسيره : حدثنا سعيد بن محمد ، عن بكر بن سهل الدمياطي ، بإسناده إلى ابن عباس ، في قول الله عز وجل : " لإيلاف قريش " إلفهم رحلة الشتاء والصيف . وذلك أن قريشا كانوا إذا أصابت واحدا منهم [3] مخمصة ، جرى هو وعياله إلى موضع معروف ، فضربوا على أنفسهم خباء فماتوا ، حتى كان عمرو بن عبد مناف ، وكان سيدا
[1] في بعض نسخ الأصل : ( الإجارة والخفارة ) ولم نجد هذا في كتاب التهذيب للأزهري ولا في غيره من كتب اللغة . والإجارة : الإغاثة والحماية . والخفارة ( مثلثة الخاء ) : الأمان . [2] الحمولة ( بالفتح ) : الإبل التي تحمل . [3] المخمصة : المجاعة .
204
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 204