نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 192
محاجن [1] لهم في مراقه ، فبزغوه [2] بها ليقوم ، فأبى ، فوجهوه راجعا إلى اليمن ، فقام يهرول ووجهوه إلى الشام ، ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ، ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك . وأرسل الله عليهم طيرا من البحر ، أمثال الخطاطيف والبلسان [3] ، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار : حجر في منقاره ، وحجران في رجليه ، أمثال الحمص والعدس ، لا تصيب منهم أحدا إلا هلك ، وليس كلهم أصابت . وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي جاءوا منها ، ويسألون عن نفيل ابن حبيب ، ليدلهم على الطريق إلى اليمن . فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته : أين المفر والاله الطالب * والأشرم [4] المغلوب ليس الغالب وقال أيضا : حمدت الله إذ أبصرت طيرا * وخفت حجارة تلقى علينا فكل القوم يسأل عن نفيل * كأن علي للحبشان دينا فخرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون [ بكل مهلك ] [5] على كل سهل [6] ، وأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة ( 7 ) ، كلما سقطت منه أنملة أتبعتها منه مدة تمث ( 8 ) قيحا ودما ، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر ، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه ، فيما يزعمون . وقال الكلبي ومقاتل بن سليمان - يزيد أحدهما وينقص - : سبب الفيل ما روي أن فتية من قريش خرجوا تجارا إلى أرض النجاشي ، فنزلوا على ساحل البحر إلى بيعة للنصارى ، تسميها النصارى الهيكل ، فأوقدوا نارا لطعامهم وتركوها وارتحلوا ، فهبت ريح عاصف على النار فأضرمت البيعة نارا ، فاحترقت ، فأتى الصريخ إلى النجاشي فأخبره ،
[1] المحجن : العصا المنعطفة الرأس كالصولجان . [2] بزغوه : شرطوه . [3] في اللسان والنهاية مادة ( بلس ) : ( قال عباد بن موسى أظنها الزرازير ) . [4] الأشرم : أبرهة سمى بذلك لأنه جاءه حجر فشرم أنفه فسمى الأشرم . [5] زيادة عن سيرة ابن هشام . [6] في سيرة ابن هشام : ( منهل ) ( ) أي ينتثر جسمه والانملة طرف الإصبع . ويعبر بها عن الصغير من الأشياء . ( 8 ) مث السقاء : رشح .
192
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 192